عرض مشاركة واحدة
قديم 02 - 02 - 2019, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,412

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

5- ولكن علينا الانتباه من التهور في التفكير بأننا نصير مثل الكلمة من جوهر الله الآب, فهذا خطأ المجدفين الأريوسيين الذين حاولوا أن يجعلوا الكلام الخاص بالناسوت على أنه خاص بلاهوت الكلمة، وهذا الخطأ ظاهر لأن الذي وصف بأنه أخذ "صورة عبد", أي صار من آدم الأول، قد أتحد بصورة العبد وهو الكائن منذ الأزل في "صورة الله"، ولا يعني هذا أن صورة العبد صارت إلها. فبشكل عام يستخدم تعبير "غير المخلوق" لما لم يتكون من العدم ولم ينشأ مطلقا فهل تعتقدون أنتم أن الجسد لم ينشأ، ولم يتكون مطلقاً، وأنه كان مع الكلمة منذ الأزل؟ هل تحاولون استخدام عبارات دقيقة وذات مضمون سليم في غير مكانها لكي تتستروا تحت عبارة "غير المخلوق", فلا تعترفون بالتجسد؟ أليس غير المخلوق هو جوهر اللاهوت فقط؟ وإذا وصفتم غير المخلوق بانه متغير والمتغير بأنه غير مخلوق، أليس هذا هو الكفر بعينه؟ أدا الادعاء بأنه بواسطة الاتحاد صارت طبيعة الناسوت غير مخلوقة وصارت مساوية في الجوهر للاهوت، أي لها نفس الصفات، فهذا بدوره كفر، لأن الرب أختبر الألم وهو في الجسد وكشف عن لحمه وعظامه ونفسه الإنسانية التي تألمت وعانت الأحزان والضيقات.
ولا يمكن لأحد أن يدعي بأن آلام الناسوت هي أمور عادية وطبيعية بالنسبة للاهوت, ولكنها صارت تُنسب للاهوت لأن الكلمة سر أن يُولد ميلاداً إنسانياً، لكي يُعيد خلق الإنسان من جديد في ذاته صائراً صورة ومثال التجديد لكي تشترك فيه صنعة يديه التي فسدت بالشر والفساد والموت, فأزال من على الأرض حكم الخطية، وعلى خشبة الصليب أزال اللعنة، وفي القبر أفتدى الفاسد، وفي الجحيم أباد الموت. وهكذا افتقد كل مكان وكل حالة، لكي يُؤسس خلاص الإنسان كله، ويعلن بذلك صورة جديدة لطبيعتنا. فما هي الحاجة التي تدعو الله الكلمة بأن يولد من امرأة، وأن ينمو خالق كل الدهور في القامة وأن يحسب عمره بالسنوات، أو أن يختبر الصليب والقبر والجحيم؟.
اننا نحن البشر الذين خضعنا لكل هذا، ولكنه أجتاز كل ذلك لأنه يطلب أن يخلصنا، فأعطانا الحياة، في صورته التي هي ممثلة لصورتنا، ودعانا للاشتراك في صورته الكاملة لكي نتشبه به ولكن كيف يمكن أن نشترك ونتشبه بالكامل اذا لم يكن الكامل كائنا قبل كل الدهور، أي الكمال الذي لا يعرف الخطية والذي دعانا الرسول إلى الاشتراك فيه قائلا": "اخلعوا الإنسان العتيق، وألبسوا الجديد المخلوق حسب الله في القداسة وبر الحق" (كو9:3 – أف24:4).
  رد مع اقتباس