عرض مشاركة واحدة
قديم 02 - 02 - 2019, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,348,975

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تجسد ربنا يسوع المسيح

3- لكن كل مايقولونه ليس الا سفسطة فارغة وآراء عاطلة، ويحاولون أن يسندوها بأكثر من برهان. وما أكثر الآراء العاطلة التي تؤدي إلى انكار الإيمان والتي يخترعها المنطق الإنساني، فياليت هؤلاء يقيمون وزناً لإرادة الله الصالحة، لأنه مكتوب عن كمال التدبير: "أقسم الرب ولن يندم" (مز110 : 4). وهذا حق، فالنعمة التي تمت في التدبير كاملة في كل شيء. وهكذا علينا أن نسألهم عن أهدافهم من السفسطة، هل هي تتفق مع الاعلانات النبوية، وهل تتبع تعاليم الرسل، وتسير على نفس درب ما حدده الآباء, وهل تتعارض مع الاعلانات الصريحة والواضحة للرب؟ فمن الاعلانات النبوية وتعاليم الرسل، ومن الأمور التي أكملها الرب، ربما استعطنا اغراءهم بمعرفة الحق وبأن يتركوا الخطأ الذي وقعوا فيه.
أخبرونا يا من أخترعتم إنجيلاً جديداً خاصا بكم، رغم أنه "لا يوجد انجيل آخر" (غل1 :7). من أي مصدر أخذتم البشارة التي تجعلكم تقولون أن الجسد" غير مخلوق", ألا يجعلكم هذا تتخيلون أمرين لا ثالث لهما! إما أن لاهوت الكلمة قد تحول إلى جسد، واما انكم تعتقدون بأن تدبير الآلام والموت والقيامة خيال لم يحدث. وهذان التصوران كلاهما خطأ، لأن جوهر الثالوث هو وحده غير المخلوق والأبدي، وغير المتألم وغير المتغير. أما المسيح حسب الجسد (رو9 : 5) فقد وُلد من الناس الذين قيل عنهم" اخوته"، بل تغير بقيامته فصار بعد قيامته "باكورة الرقدين" (كو1 : 18). هذا سبق به الناموس (العهد القديم) قبل أن يحدث. فكيف تسمون الناموس الذي تغير من الموت إلى الحياة "غير مخلوق"؟. وكيف تفترضون العكس، عندما تسمون غير المخلوق بالمتغير؟ لأنكم عندما تسمون جوهر الكلمة غير المخلوق بالمتغير، فأنتم تجدفون على إلوهية الكلمة.
وعندما تصفون الجسد المتغير المكون من عظام ودماء ونفس إنسانية، أي كل مكونات أجسادنا، والذي صار ظاهراً ومحسوساً مثل أجسادنا، عندما تصفون كل هذا بانه "غير مخلوق"، تسقطون سقوطا شنيعا في خطأين: أولهما انكم تفترضون أن الآلام التي احتملها هي مجرد خيال، وهذا هو تجديف المانويين، أو انكم تعتبرون أن اللاهوت له طبيعة ظاهرة محسوسة، رغم أنه جوهر غير مخلوق، وبالتالي فهو غير ظاهر ولا محسوس. وهذا التصور الأخير يضعكم مع الذين يتصورون أن الله كائن في شكل بشري جسداني فما هو اختلافكم عن هؤلاء، مادام لكم نفس الاعتقاد؟

4- أنتم تقولون بان الناسوت "صار غير مخلوق بسبب اتحاده بالواحد غير المخلوق" ولكن خطأكم هذا سوف يظهر أنه متناقض مع نفسه، بل أن الرد عليه كامن فيما يدعيه.
لقد تم اتحاد الناسوت بلاهوت الله الكلمة في أحشاء القديسة مريم، عندما نزل الكلمة من السماء، أي أن الناسوت لم يكن له وجود قبل نزول الكلمة وتجسده، بل لم يكن للناسوت أي وجود حتى قبل وجود مريم والدة الاله التي وُلدت من آدم، والتي تؤكد سلسلة الانساب أنها من ابراهيم ومن داود هي وخطيبها يوسف الذي خطبها وهما صارا واحداً عندما تكونا وخلقا جسداً واحداً (تك2 : 24)، وصارا واحداً ليس بسبب الزواج فهما لم يجتمعا، وانما هما جسد واحد لأنهما من واحد, أي آدم، فالثابت انهما لم يعرف بعضهما البعض بل احتفظا بالبتولية. وهكذا وُلد المسيح في بيت لحم اليهودية ومن نسل داود، لأن يوسف ومريم كلاهما من داود، ولذلك دعى يوسف "أبوه"، والذي ولد في بيت لحم هو الذي أضجع في خرق المذود، وحمله سمعان على ذراعيه عندما جيء إلى الهيكل، بل تم أختتانه في اليوم الثامن في جسده, حسب الناموس, وهو الذي نما في القامة(لو2 : 2). فاذا قيل أن الناسوت "غير مخلوق" بسبب اتحاده بالكلمة غير المخلوق، فكيف نمت القامة، ولماذا لم نراه إنساناً كاملاً وتاماً منذ الاتحاد، فالذي ينمو ليس الا مخلوقاً، والادعاء بأن الذي ينمو في القامة غير مخلوق كفر وتجديف، لأننا نعني بغير المخلوق ما هو بالطبيعة الله حيث لامجال للنمو أو النقص في طبيعته. اما الذي اشترك أو اتحد بغير المخلوق، فهو متحد باللاهوت، ويُحسب معه واحداً، ولكنه مخلوق.
وعندما نؤكد ذلك فإنا لا نريد أن تفقد الإنسانية الرجاء وتبقى في ضعفها معرضة دائما لليأس، فهي تُبشر بأنها لم تعد لها صلة وثيقة بالله، وبذلك تزول النعمة تماما. وكل من يسمع أن جسد الرب غير مخلوق، بينما هو يعلم أن كل إنسان مخلوق, وان الطبيعة الإنسانية مصنوعة ألا يُدرك من يقول هذا الادعاء بعدم خلق الناسوت أن الأسفار الالهية زائفة وأنه لم تعد له شركة مع المسيح؟ واذا كان غير المخلوق قد أخذ جسداً غير مخلوق ألا تصير الخليقة الأولى بلا خلاص، لاسيما آدم الأول الذي وُلدنا نحن منه حتى اليوم بالولادة الجسدانية، ألا يعد هذا هلاكا لنا؟ وكيف جعلنا المسيح شركاء فيه؟ وكيف استطاع الرسول أن يقول "المقدس والمقدسين من واحد" (عب11:2).
  رد مع اقتباس