عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 01 - 2019, 05:24 PM
 
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

المحبة تدخلنا أمام الله – قصة آبائية


حدث أن إنساناً فاضلاً علمانياً ( أي يعيش في العالم ) يتقي الله في حياته وفي أعماله ذهب لزيارة أبَّا بيمن (1) . وكان مع الشيخ ( أبا بيمن ) بعض من الإخوة ( الرهبان ) يسألونه بعض الأسئلة آملين أن يسمعوا منه كلمة تنفعهم . عندئذٍ قال أبَّا بيمن لهذا الرجل العلماني : (( قل كلمة للإخوة )) ، فاستعفى الرجل في أتضاع شديد متوسلاً بقوله : (( سامحني يا أبي ، فأني أتيت لأتعلم )) . أما الشيخ فالحَّ عليه .

فلما وجد الرجل أن الشيخ اشتد في إلحاحه ، قال :
(( أنا إنسان أعيش في العالم وأشتغل ببيع الخضروات . ولأني لا أعرف أن أتكلم من كتاب ، فاسمعوا مني أمثولة :
كان لرجل ثلاثة أصدقاء فقال لأولهم : " إن لي رغبة في مقابلة الإمبراطور فتعالَ معي " فقال له الصديق : " سآتي معك إلى منتصف الطريق " .
ثم قال الرجل للصديق الثاني : " تعالَ لتذهب معي لمقابلة الإمبراطور " ؛ فأجاب الصديق قائلاً : " سآتي معك وإنما فقط لباب القصر ، لأني لا يمكنني أن آتي معك إلى الداخل " .
وطلب الرجل من صديقة الثالث نفس الطلب فأجاب قائلاً : " سآتي معك لا إلى باب القصر فقط بل إلى الداخل ، حتى آتي بك إلى حضرة الإمبراطور ، واقف أمامه معك وأتكلم عنك " .

عندئذٍ سأل الإخوة ( الرهبان ) هذا الإنسان الفاضل مستفهمين منه عن فحوى هذه الأحجية ؛ فأجابهم قائلاً :
الصديق الأول : هو النسك الذي بالكاد يوصلنا إلى منتصف الطريق .
والصديق الثاني : هو الطهارة والقداسة التي تقودنا حتى باب السماء .
والصديق الثالث : فهو المحبة الحانية التي من شأنها أن توقف الإنسان بدالة أمام الله وتتكلم عنه بجرأة عظيمة .

__________
(1) أحد آباء برية الإسقيط العظام في أواخر القرن الرابع ، قابله روفينوس المؤرخ الرهباني عام 370م


عن كتاب قصص مسيحية من واقع الحياة
دار مجلة مرقس
رد مع اقتباس