عرض مشاركة واحدة
قديم 08 - 01 - 2019, 03:29 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,637

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي

فالمزمور يضع لنا المقابلة بين الخطاة [مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً – متى 23: 28] والأبرار [لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ – رومية 2: 13]، ليتم التمييز، ولكننا هنا سنركز على من هم الأبرار، أي ماذا فعل الله فيهم سراً ليصيروا أبراراً فعلياً، لأن في الأساس هم الخطاة الذين ابغضوا خطيئتهم وسمعوا نداء (توبوا وآمنوا بالإنجيل) فلبوا النداء [لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ – متى 9: 13]، فحدث أن الله بررهم، فصاروا يدعون أبراراً، غُرس الرب للتمجيد، وقد ساروا مغروسين في الكرمة مبررين، وهذا ما أعلنه الإنجيل:

v وهكذا كان أُناس منكم (خطاة)، لكن اغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا؛ فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ؛ قَدْ أَتَيْتُمْ إِلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَإِلَى مَدِينَةِ اللهِ الْحَيِّ: أُورُشَلِيمَ السَّمَاوِيَّةِ، وَإِلَى رَبَوَاتٍ هُمْ مَحْفِلُ مَلاَئِكَةٍ، وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ، وَإِلَى وَسِيطِ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ: يَسُوعَ، وَإِلَى دَمِ رَشٍّ يَتَكَلَّمُ أَفْضَلَ مِنْ هَابِيلَ.وَكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ مَكْتُوبِينَ فِي السَّمَاوَاتِ، وَإِلَى اللهِ دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أَبْرَارٍ مُكَمَّلِينَ؛ لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً، هَكَذَا أَيْضاً بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَاراً؛ حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ.
(1كورنثوس 6: 11؛ رومية 5: 1؛ عبرانيين 12: 22 – 24؛ رومية 5: 19؛ تيطس 3: 7)

وبسبب ذلك فأن صلاة الأبرار المستجابة هي: اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً (مزمور 139: 23 – 24)، مع اننا نجد في بداية المزمور يقول بشكل فعل ماضي: يَا رَبُّ قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي (مزمور 139: 1)، فالمزمور هنا يُظهر دوام الفحص، من فحص لفحص، قد اختبرتني، اختبرنييا الله، لأن هذه هي حياة الرجل البار المحب لله، دائم الدخول في حالة الفحص المستمر، لا فحص نفسه بنفسه والاتكال على قدراته وأعمال بره الخاص، بل الوقوف أمام كلمة الله لتكون هي مقياس حياته، لأنها هي القاضي والحاكم والمحامي والمطهر والمنقي والمغير والمجدد بالروح القدس، لأنها تأخذ من المسيح الرب وتطبع فينا بروحه الخاص الذي يشكلنا ويُغيرنا، لأن هذا هو عمل كلمة الله، لأنها تحمل قوة الله وحياته الخاصة، لأنها نور كاشف يُنير ظُلمات النفس وينقلها من الظلمة للنور، ومن الموت للحياة، إذ تنفخ فيها نور الحياة الجديدة في المسيح يسوع.
  رد مع اقتباس