عرض مشاركة واحدة
قديم 08 - 01 - 2019, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي

إذاً المعنى باختصار:
لا تقوم الاشرار في الدين، أي لن يصمد الأشرار في مواجهة إحكام الله العادلة التي يجريها ضدهم في الحياة الحاضرة، هذا – بالطبع – بخلاف دينونتهم عند انتهاء العالم.
صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ، اَلْمُنْتَفِخُ الْمُتَكَبِّرُ اسْمُهُ «مُسْتَهْزِئٌ» عَامِلٌ بِفَيَضَانِ الْكِبْرِيَاءِ (لوقا 1: 51؛ أمثال 21: 24)

وبعد هذا الشرح الموجز لمعاني الكلمات، اتضح أمامنا جلياً المعنى وتم إزالة اللبس تماماً، واتضح لماذا لا يقوم أو يقف الأشرار ويثبتوا أمام عدل البرّ الإلهي بكون الدينونة تلاحقهم إلى القبر، ولكن المرنم لم يكتفي بتأكيد أنهم لا يستطيعوا أن يثبتوا أمام الله العارف القلوب وفاحصها لأن كل شيء عُريان ومكشوف أمامه، ولا يستطيع أحد ان يخفي عنه سراً، بل كمل الآية بقول:
+ وَلاَ الْخُطَاةُ فِي جَمَاعَةِ الأَبْرَارِ
ليكون تركيبة الجملة على بعضها يوضح فساد حياة الأشرار الخطاة التي بلا قيمة، ووضع مقابلة مكملة، لأن طالما لا يستطيعوا أن يثبتوا امام الله فبالتالي أيضاً لا يستطيعوا يقيموا وسط جماعة الأبرار، أي لا مكان لهم ولا استقرار ولا راحة وسطهم، لأن أي شركة للظلمة مع النور، فلا هم يستطيعوا أن يحتملوا الحضرة الإلهية، ولا الجلوس وسط الأبرار، لأن الله يُقيم وسط الأبرار متحداً بهم. فعلى كل وجه صارت حياة الأشرار الخطاة في معزل تام عن كل ما هو مقدس وطاهر وشريف، ولا يوجد خلط بين النور والظلمة أبداً، حتى لو كان ظاهره مختلط مثل الزوان مع الحنطة، لكن الله عارف كل شيء وظاهر قدامه، يعرف يفرق بين الاثنين لأنه يرى أعماق كل واحد، وهذا ما سيتضح لنا في الآية الأخيرة.
  رد مع اقتباس