إذاً هنا واضح جداً أن مسرة الخطاة المستهترين في الذين يعملون أعمالهم ويشتركون معهم في الإثم، لأن الإنسان حينما يُصادق آخر فهو يدخل في شركة معهُ، فيتورط طبيعياً في أعماله، لذلك المزمور هنا لا يتكلم عن وجودنا وسط الأشرار والخُطاة والمنعزلين داخلياً عن الله بشكل عام، لأنه بسبب وجودنا في العالم فمن الطبيعي أن نحتك بهم ونوجد في وسطهم سواء في العمل أو الأسرة.. الخ، لكنه هُنا يتكلم عن حالة مُحددة وهي الشركة، لأن الكلام القصد منه قطع أي علاقة تؤدي للشركة لأنها ستقود تلقائياً لأعمال الظُلمة:
ولنلاحظ في الآية الأخيرة، أنه لا يتكلم عن توبيخ الناس بل أعمال الظلمة، لأن القصد هنا هو كشف وفضح أعمال الظلمة وليس الناس كما يظن البعض، لأن الإنسان المسيحي الأصيل يضع كل شيء في وضعه السليم والصحيح، فأعمال الظلمة شرّ وفساد لا يتوافق مع الحق الإلهي المُعلن في الوصية، لذلك نرفضها ولا نغير مسمياتها لكي نُرضي الناس، بل الشرّ واضح أمام أعيُننا ونحن نضعه تحت مسماه الصحيح.