عرض مشاركة واحدة
قديم 08 - 01 - 2019, 03:20 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,513

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شرح وتفسير المزمور الأول الغرس الإلهي

طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ
إذاً وبناء على ما فات نستطيع أن نقول: التطويب (الرضا والتأييد والبركة بقسم ووعد وعهد أمين صادق ثابت لا يتزعزع) للرجل (الناضج الحكيم المحب لله الذي ليس عنده ما هو أعز من الله حتى نفسه وأولاده) الذي لم يسلك في مشورة الأشرار.
ولنلاحظ كلمة (لم يسلك أو لا يسلك = Not = absolute prohibition)
أولاً: ما المقصود بكلمة يسلك (نشط، دخل في، اجتاز، سار، وتصرّف) وهي تُشير للمعنى الأخلاقي، أي السلوك وفق الطريق الذي يسير فيه الشخص (طبيعة سلوك الشخص)
ثانياً: (لم يسلك) أنها هنا تُفيد الحظر والقطع، وتُشير إلى أنه لم يتخذ أي خطوة أو حتى ميل جزئي نحو السلوك، أي أنه مستحيل يتخذ ولو خطوة صغيرة ولو بالنية للسلوك في مشورة الأشرار، وهنا على وجهٍ خاص يتكلم عن نتيجة تلقائيه طبيعية، وفعل عمل قد تم ويتم ويستمر واقعياً بلا توقف، لأن هنا لا يُعطي أمر وينتظر نتيجة ليعطي بركة أو طوبى.
لأن من هو ذا الذي يستطيع أن يحيا وفق المزمور أن لم يحصل أولاً على النعمة، وتصير ذات فاعليه في حياته الشخصية بسبب تجاوبه معها، لذلك منذ بداية المزمور وهو يقصد أن يضع الكلام في صيغة قريبة من الوعد، الوعد بالتطويب لنوعية الرجل المطابقة حياته لهذه الصورة، أي أن حياته طبق الأصل لهذه الصورة (أو تنطبق عليها تمام الانطباق) التي تتحقق فينا – عملياً وواقعياً – بفعل عمل الله الخاص في حياتنا الداخلية بالنعمة.

وبناء على ذلك ينبغي علينا دائماً أن نصغي بانتباه عظيم للكتاب المقدس وكلماته، لكي لا تضيع علينا بركة الرب المُعطاة والمقدمة لنا منه عن طريق كلمته، لأنها متى استقرت كلمته فينا وانغرست وارتاحت تأتي بثمر كثير، لأنها تحمل في باطنها بركة الرب التي تُغني جداً وتثري الإنسان، فمبارك الإنسان الذي يصغي بكل قلبه لكلمة الله الخارجة من فمه ويقبلها كما هي، دون زيادة أو نقصان، لكي تستقر في قلبه وتعمل حسب مسرة مشيئة الله، فتزرع الصلاح في الإرادة، حتى تُتمم ما أرسلها الله لأجله، فتنجح ويتمجد الله منذ البداية وحتى النهاية، ويشع نوره الخاص في النفس التي تنال الطوبى منه فتحيا في سلام وسعادة وراحة لا تُنزع منها أبداً.
v هَكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ؛ فَقَالَ الرَّبُّ لِي: أَحْسَنْتَ الرُّؤْيَةَ لأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لأُجْرِيَهَا؛ أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟
(أشعياء 55: 11؛ أرميا1: 12؛ أرميا 23: 29)
  رد مع اقتباس