[walaa farouk]

فى ذلك الزمان.. عبر السامرى بطريق المجروحين..
مُقدماً زيته وخمره.. لعله يستطيع أنقاذ أحد هؤلاء المطروحين.
فرفض أولهم الركوب معه قائلاً.. بأى صفة تساعدنى فلا أنت كاهن ولا لاوى
.. أراك ترتدى ثياباً مثلنا.. ولا تأخذ أجراً على ما تفعل..
أنت موجود دون أن نطلب.. ونحن لم نتعود على هذا من قادتنا.
. لذا فلابد أن نشك فى أمرك.. أتركنى هنا سأنتظر من له صفة رسمية ليتعامل معى!!
وخاف أخــر من أن يمد السامرى يده ليعالجه.. لئلا تزداد حالته سوئاً.
رغم أنه كان قد وصل بالفعل لأسوء الحالات.
ونظر اليه متسائلاً: هل غسلت يديك جيداً أيها السامرى.. قبل أن تُلامس جروحى؟
وكثيرون من الجرحى.. لم يلتفتوا أصلاً اليه لأنهم يستمتعون
بندب حظهم وببقائهم جرحى على قارعة الطريق!!
وأخيراً.. وافق احدهم على الركوب على تلك الدابة المجانية.
لكن بعد قليل.. كانت المفاجأة.. عندما حاول السامرى أن يصطحب جريحاً أخر معه..
رفض الجريح الأول قائلاً.. هذه الأن صارت دابتى.. الم تتنازل عنها وتجلسنى عليها..
لذا لن أسمح لأخر بالركوب معى عليها.. ان اردت اصطحاب اخر فأقصى ما يمكننى السماح به أن يجرى خلفنا فلا يتساوى بى.. ويكفيك فخراً أنى قبلت أن تُعالجنى!!
كانوا مجروحين جداً إلى الأعماق، لدرجة أنهم ينهشون أنفسهم وينهشون بعضهم بعضاً..
ولدرجة أنهم لا يتمنون الخير لبعضهم البعض!!
كان عالمهم مختلف عن عالم السامرى.. فلم يستطيعوا فهم أفكاره أو قبول محبته..
. ولا فهم المغزى من تلك الدابة المجانية.. ظنوا ان القصة هدفها الأول الشفاء.. ولكنها قيلت لأجل تعليم ماهى المحبة!!
فذهب السامرى وباع الدابة والزيت والخمر وأعاد المال الى صاحبه.
. فلم يعد لهم لزوم إذ لا يوجد هنا جرحى يرغبون حقاً فى الشفاء!! ولا من يرغب فى فهم الدرس!!
فالسامرى ليس أولويته أن يكون طبيب لاجل الشفاء.. كما ترغب انانيتنا أن تراه!!
لكنه أجابة حية لسؤال: من هو قريبى؟!!