63. ومرة نزل إلى الصومعة الخارجية في مناسبة أخرى، وطلب منه أن يدخل سفينة مع الرهبان، فلاحظ هو وحدة رائحة كريهة جداً، أما الذين كانوا علي ظهر السفينة فقالوا أن الرائحة الكريهة منبعثة من السمك المملح في السفينة. فأجاب بأن الرائحة تختلف عن هذا. وبينما هو يتكلم صرخ شاب فيه روح شرير كان قد جاء واختبأ في السفينة. ولما وبخ الشيطان باسم الرب يسوع المسيح انصرف عنه، وشفى الشاب، وعرف الجميع أن الرائحة الكريهة منبعثة من الشيطان.
64. وجاء أيضا شخص ذو مركز رفيع به شيطان، وكان الشيطان مرعبا جدا. حتى أن المريض لم يعلم أنه ذاهب إلى أنطونيوس، وكان يأكل حتى البراز الخارج من جسده، والذين أحضروه طلبوا من أنطونيوس أن يصلي من أجله، فشفق القديس علي الشاب وصلي لأجله، وسهر معه الليل كله، ونحو الفجر هجم الشاب علي أنطونيوس فجأة ودفعه، ولما غضب الذين جاءوا معه قال أنطونيوس"لا تغضبوا علي الشاب، لأنه ليس هو الذي عمل هذا بل الشيطان الذي فيه. وإذ وبخ الشيطان وأمر أن يذهب إلى أماكن مقفرة تهيج هياجا جنونيا. وفعل هذا. فاشكروا الرب لأن هجومه هكذا علامة علي انصراف الروح الشرير". ولما قال أنطونيوس هذا عاد إلى الشاب صحيحا في الحال، ورجع إليه عقله أخيرا، وعرف أين هو وحيا الشيخ وشكر الله .