56. كانت هذه هي النصيحة التي أعطاها لمن آتو إليه. وكان يعطف علي المتألمين، ويصلي معهم، وكثيرا ما استجاب له الرب عن الكثيرين. ومع ذلك فإنه لم يفتخر إذا استجيب له، ولا تذمر إذا لم يستجيب. ولكنه كان يشكر الرب دواماً، ويطلب من المتألم أن يصبر ويعرف أن الشفاء لا يتوقف عليه ولا علي أي إنسان، بل هو من الرب وحده، الذي يفعل الخير وقتما يريد ولمن يريد. ولذلك كان المتألمون يقبلون كلمات الشيخ كأنها شفاء، عالمين بأنهم يجب أن لا يكونوا كسيري النفس، بل بالأحرى طوال الأناة. أما الذين كانوا يشفون فقد أمروا بتقديم الشكر لله وحده لا لأنطونيوس
57. كان هناك يشخص يدعي فرونتو وكان ضابطا في البلاط الملكي، ومصابا بمرض شديد، لأنه كان يعض لسانه، وكان يخشي أن يؤذي عينيه. وإذ أتي إلى الجبل طلب من أنطونيوس أن يصلي لأجله أما أنطونيوس فقال له: "انصرف فتشفي" ولكن أنطونيوس إذ كان منحصرا بالروح، وظل داخل صومعته بضعة أيام، قال له: "إن مكثت هنا لا يمكن أن تشفي، فاذهب وعندما تدخل أرض مصر سوف ترى الآية تمت فيك". فآمن وانصرف. وحالما أبصرت عيناه أرض مصر شفيت أمراضه، وأصبح صحيحا وفقاً لكلمة أنطونيوس التي أعلنها له المخلص في الصلاة.