عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 01 - 11 - 2018, 03:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,334

20. وإذ قد بدأنا السير فى طريق الفضيلة فعلاً، وسرنا فيه، وجب أن نزداد جهاداً للحصول على تلك الأمور التي أمامنا، ويجب أن لا يلتفت أي امرئ إلى الأمور التي خلفه كامرأة لوط، سيما وقد قال الرب "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله"[40] وهذا الالتفات إلى الوراء ليس إلا الشعور بالندم والتفكير فى العالم مرة أخرى. لكى لا تخافوا من أن تسمعوا عن الفضيلة، ولا يدهشكم اسمها، فهي ليست بعيدة عنا ولا هي خارجة عنا، بل هي فى داخلنا. وهى ميسورة لو أننا أردنا. لكي يحصل اليونانيون على المعرفة فانهم يعيشون فى الخارج ويعبرون البحار، أما نحن فلا داعي لكي نرتحل عن أوطاننا من أجل ملكوت السماء، أو نعبر البحار من أجل الفضيلة. لأن الرب سبق أن قال "ملكوت الله داخلكم"[41].
وطالما كانت الفضيلة فينا وتنشأ منا. لذلك فإنها لا تتطلب منا سوى الإرادة لأنه إذا أدت النفس وظيفتها الروحية فى حالة طبيعية نشأت الفضيلة. وهى تكون فى حالة طبيعية إذا لبثت كما أتت إلى الوجود، وحينما أتت إلى الوجود كانت جميلة ومتزايدة فى النبل. لأجل هذا قال يشوع بن نون للشعب فى نصحه "اجعلوا قلوبكم مستقيمة نحو الرب إله إسرائيل"[42] وقال يوحنا "اجعلوا سبلكم مستقيمة"[43]. لأن تقويم النفس يتضمن جعل ناحيتها الروحية فى حالتها الطبيعية كما خلقت. ولكنها من الناحية الأخرى إن انحرفت وتباعدت عن حالتها الطبيعية فهذا ما يدعى رذيلة النفس.
وهكذا ترى أن المسألة ليست عسيرة فأننا إن لبثنا كما خلقنا صرنا فى حالة الفضيلة. أما إذا فكرنا فى الأمور السالفة حسبنا أشراراً. ولذلك لو كان هذا الأمر لابد من الحصول عليه من الخارج لكان عسيراً حقاً. أما إذا كان فينا فلنحفظ أنفسنا من الأفكار الدنسة. وكما أننا قبلنا النفس وديعة فلنحفظها للرب لكي يدرك أن عمله هو بعينه كما خلقه.
رد مع اقتباس