عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 01 - 11 - 2018, 03:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,334

18. وهكذا على المرء أن يقنع نفسه من أمثال هذه الأمور بأن لا يستخف بها[36] سيما إذا عرف أنه هو نفسه خادم الرب، ويجب أن يخدم سيده. وكما أن الخادم لا يتجاسر على القول : لن أعمل عملا اليوم لأنني عملت بالأمس، ولن أعمل عملاً فى المستقبل نظراً لما عملته فى الماضى، ولكنه كما هو مكتوب يظهر كل يوم نفس الاستعداد لإرضاء سيده وتجنب الخطر، هكذا يجب علينا كل يوم أن نلبث ثابتين فى نسكنا، عالمين بأننا إن تغافلنا يوما واحدا لا يغفر لنا الرب من أجل الماضي، بل يغضب علينا من أجل تغافلنا، كما سمعنا أيضا فى حزقيال[37]. وكما أضاع يهوذا تعبه السابق بسبب ليلة واحدة.
19. لذلك يا أبنائي وجب أن نتمسك بنسكنا وأن لا نتغافل. لأن الله عامل معنا فيه، كما هو مكتوب "كل الذين يختارون الخير يعمل الله معهم للخير"[38]. ولكن لكي نتجنب حالة التراخي والإهمال يحسن بنا أن نتذكر كلمة الرسول "أموت كل يوم"[39]. لأننا نحن أيضا إن كنا نعيش كأننا نمات كل يوم فإننا لا نخطئي. ومعنى هذا أننا عندما نستيقظ كل يوم يجب أن نذكر بأننا قد لا نبقى حتى المساء، وأيضاً عندما نعتزم الرقاد يجب أن نذكر بأننا قد لا نقوم. لأن حياتنا غير مؤكدة بطبيعة الحال، والعناية الإلهية تهبها لنا كل يوم. إن رتبنا حياتنا اليومية على هذا المنوال فلن نسقط فى الخطية، أو نشتهي أي شئ، أو نحقد على أحد، أو نكدس أي كنز على الأرض، بل ـ كأننا نتوقع الموت كل يوم ـ نكون بلا ثروة، ونغفر كل شئ لكل الناس، ولن تكون لنا على الإطلاق شهوة للنساء، أو لأية لذة قذرة أخرى. بل نتحول عنها كأنها قد عبرت وولت، ونجاهد دواماً متطلعين بصفة مستمرة إلى يوم الدينونة، لأن الخوف من العذاب يخلينا من الشهوات ويدعم النفس أن كانت على وشك السقوط.
رد مع اقتباس