[walaa farouk]

من الاخطاء الشائعة في تفسير موقف ربنا يسوع من المرأة الكنعانية
دائما ما يقابلنا في الكتاب المقدس قصة المرأة الكنعانية ، وهذه هي القصة :
لأَنَّ امْرَأَةً كَانَ بِابْنَتِهَا رُوحٌ نَجِسٌ سَمِعَتْ بِهِ فَأَتَتْ وَخَرَّتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ.
وَكَانَتْ الْمَرْأَةُ أُمَمِيَّةً وَفِي جِنْسِهَا فِينِيقِيَّةً سُورِيَّةً –
فَسَأَلَتْهُ أَنْ يُخْرِجَ الشَّيْطَانَ مِنِ ابْنَتِهَا.
وَأَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهَا: «دَعِي الْبَنِينَ أَوَّلاً يَشْبَعُونَ
لأَنَّهُ لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ».
فَأَجَابَتْ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضاً تَحْتَ الْمَائِدَةِ تَأْكُلُ مِنْ فُتَاتِ الْبَنِينَ».
فَقَالَ لَهَا: «لأَجْلِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ اذْهَبِي. قَدْ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنِ ابْنَتِكِ».
فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِهَا وَوَجَدَتِ الشَّيْطَانَ قَدْ خَرَجَ وَالاِبْنَةَ مَطْرُوحَةً عَلَى الْفِرَاشِ. (مرقس 7: 25-30)

فلماذا قال لها المسيح “لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ”؟

هل كان يسوع قاسي القلب ، وتعمد إهانتها ؟

طبعا حاشا ومستحيل ولكن

ما يقوله أغلب المفسرين حتى الكبار منهم أن المسيح قصد أن يظهر ايمانها بهذا الحوار ،
لأنه كان يعلم عظيم ايمانها ، فأراد أن يحرج اليهود الذين يتباهون بكثرة تقواهم
وكونهم شعب الله المختار ، بأن أظهر أن الامم
الذين يعايرهم اليهود بأنهم كلاب أفضل منهم في الايمان والتقوى
ولا يمكن ان يكون المسيح وافقهم او جاراهم في هذا التعبير او التعيير
ولكن هناك جانب آخر للحقيقة :وهي ان،
المرأة الكنعانية كانت هي واهلها يعبدون آلهة كثيرة
، من أشهرها الإله نِبْحَزَ (Nibhaz) الذي رأسه رأس كلب . (راجع 2 ملوك 17: 31)
-" فَكَانَتْ كُلُّ أُمَّةٍ تَعْمَلُ آلِهَتَهَا وَوَضَعُوهَا فِي بُيُوتِ الْمُرْتَفَعَاتِ الَّتِي عَمِلَهَا السَّامِرِيُّونَ،
كُلُّ أُمَّةٍ فِي مُدُنِهَا الَّتِي سَكَنَتْ فِيهَا.
فَعَمِلَ أَهْلُ بَابِلَ سُكُّوتَ بَنُوثَ، وَأَهْلُ كُوثَ عَمِلُوا نَرْجَلَ، وَأَهْلُ حَمَاةَ عَمِلُوا أَشِيمَا،.
وَالْعُوِّيُّونَ عَمِلُوا نبْحَزَ وَتَرْتَاقَ، وَالسَّفَرْوَايِمِيُّونَ كَانُوا يُحْرِقُونَ بَنِيهِمْ بِالنَّارِ لأَدْرَمَّلَكَ وَعَنَمَّلَكَ إِلَهَيْ سَفَرْوَايِمَ"
فالكنعانيون كانوا يقدسون آلهة كالكلاب ، فلما قال لها يسوع “
”لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ” لم يكن يهينها بقدر ما كان يوصف الشعب بما يعبد
، والكنعانيون لا يحتقرون الكلاب بل يقدسونها
لكن لأن هذه المرأة الكنعانية كانت – على ما يبدو-
مؤمنة باليهودية ، كانت ترى الكلاب تحت مائدة أربابها من البشر …
وأي كنعاني عادي كان لا يرى أي إهانة في هذا النعت،
لكن المرأة رأت حقيقة ما تعبد ، وأعلنت ايمانها الحقيقي وهذا ما اراد المسيح أن يعلنه للجميع
ان الأمم لها آذان لتسمع انجيل الخلاص ، ليس فقط اليهود
( وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هَذِهِ الْحَظِيرَةِ يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضاً فَتَسْمَعُ صَوْتِي وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ.) (يوحنا 10: 16)

الصورة للإله الكنعاني نِبْحَزَ (Nibhaz) الذى كان يعبده الكنعانيون