عزيزي القارئ، في واقعية حياتنا اليومية لم نرى أماً تتأفف من رائحة وسخ رضيعها،
ولا أب يُعطي لابنه حجراً حينما يطلب منه خبزاً، فكم يكون الله راعي الخليقة كلها، ماذا يفعل معنا نحن الأطفال الصغار المشاغبين الذين يعبثون بالإثم وهم لا يدرون ماذا يفعلون، ولا يدركون النتيجة المُفجعة لأعمالهم الطائشة، لأنهم مُغيبين عن الوعي كالسكارى في الحانة، لأن العالم كالحانة المملوءة من كل ما هو مُسكر يُصيب النفس بالغيبوبة، لأن العدو فيه يسقي الكل من خمره المغشوشة المؤذية للنفس، لأن بسبب ثقل الخمر ممكن أن يتعرى الإنسان ويُفضح ويظهر مترنحاً ويتصرف كالمجنون، طاعناً نفسه بأوجاع كثيرة لا يشعرها من ثقل تخدير حواسه، مثل الموجوع بسبب جرح غائر حينما يأخذ المسكن القوي فأنه لا يشعر بمدى آلامه المبرحة، وهذه مشكلة الخطية حينما تُخدر ضمائرنا وتجعلنا كالمعاتيه نتصرف بجنون غير مدركين أننا على مشارف الهاوية، لكن لولا رب الجنود ابقى لنا بقية لشابهنا سدوم وصرنا مثل عمورة.