09 - 10 - 2018, 02:53 PM
|
رقم المشاركة : ( 7 )
|
† Admin Woman †
|
رد: شرح مثل الابن الضال
2 – وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ (من تقسيم المعيشة) جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ
من الطبيعي حينما يأخذ الابن كل ماله من أبيه ولا يُبقي شيئاً، فأنه ينعزل عن أبيه وفي التو يصير منفرداً بذاته حُرّ نفسه، يسير وفق هواه الخاص متمماً رغبات قلبه دون أي تردد أو مشورة من أحد، إذ قد كان قراره منذ البداية (في قلبه وفكره) أن يترك بيته ومكانته الرفيعة، وهنا نجد الفضول الذي دفعه لاكتشاف عالم آخر بعيداً عن حضن أبيه، وهذا هو أساس جوهر المشكلة، بل هو مشكلة السقوط بوجه عام وأساس كل بُعد عن الله، لأنه وضع غريب وغير طبيعي بل وشاذ للغاية، لأنه من الواضح أنهُ خُدع بسبب المسرة الزائفة الوقتية الذي اعتقد أنه سيجدها ويتمتع بها وتدوم معهُ وتزيد مع الأيام، لأنه أراد لنفسه أن يمرح ويفرح ليُسعد قلبه، وهذا ما كان يدور في مخيلته كما نفعل أحياناً كثيرة جداً، لأن الظنون تعترينا وتصورات قلوبنا تخدعنا، لأن اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ مَنْ يَعْرِفُهُ! (إرميا 17: 9)، وهذا الفضول وجدناه عند آدم وحواء، حينما خدعتهم الحية وجعلتهما يتخطوا الوصية الإلهية، لكي يكتشفوا عالم آخر غريب عن عالمهم الخاص، ويدخلوا في معرفة لم يأمر بها الله، فقُطعت شركتهم الإلهية تلقائياً حتى أن آدم أسرع وهرب وتوارى حينما سمع أن الله اقترب منه مثلما اعتاد كل يوم، وهنا يكشف سفر التكوين عن مشكلة الخطية الحقيقية التي تعزل الإنسان عن الله أبيه، حتى يهرب من محضره ويحاول أن يختفي من أمام وجهه، لأن مقابلته صارت ثقيلة للغاية، لأن الظلمة حينما تملك وتسيطر لا تحتمل النور بل تهرب منه، لأن النور يُدين الظلمة ويبددها.
|
|
|
|