بداية الأوجاع ومعناة الجوع

+ فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ، وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ (من تقسيم المعيشة) جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. (لوقا 15: 11 – 13)
1 – فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ
واضح هنا حالة طياشة الشباب والتسرع في الأمور، ففي بداية الكلام نجد أن الابن الأصغر يظهر كغلام عديم الفهم، وهو صاحب فكرة تقسيم المال، وهذا يوضح مقدار الجهل والطياشة التي تدل على عدم النضج وفقدان الحكمة، لأن الرجل البليد لا يعرف والجاهل لا يفهم [الذين طرقهم معوجة وهم ملتوون في سبلهم – أمثال 2: 15]، لذلك مكتوب: الابن الجاهل غم لأبيه ومرارة للتي ولدته؛ الابن الجاهل مصيبة على أبيه (أمثال 17: 25، 19: 13)؛ فالإنسان وحده – بسبب طياشة أفكاره واختياراته الغير متزنة – هوَّ من يطعن نفسه بأوجاع لا تنتهي، إذ يسير في طرق تظهر مستقيمة في عينيه [كل طرق الإنسان نقية في عيني نفسه والرب وازن الأرواح – أمثال 16: 2]، لأنه يراها طريقاً شرعياً من حقه أن يسير فيها بسبب حريته: توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت (أمثال 16: 25)، إذ مال قلبه – بتهور أفكاره – نحو رغبات أهواء نفسه، وشرد في مسالكها الرديئة، حتى طُرح فيها مطعوناً بجراحات عديدة غائرة مؤلمة للغاية، غير مدركاً أنه يسير في طريق الهاوية الهابطة إلى ظلمة الموت.