الموضوع: وسيط
عرض مشاركة واحدة
قديم 24 - 07 - 2012, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,842

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وسيط

إلا أن هذا كله لم يكن سوى استعداد لعمل "الوسيط الأوحد" بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية عن الجميع (1 تي 2: 5). يسوع المسيح هو "وسيط عهد أفضل" (عب 8: 6). "وعهد جديد" (9: 15 و 12: 24). فقد جمع بين الكاهن والذبيحة، وقدم نفسه ولم يقدم شيئًا آخر في سبيل المصالحة. وليس يسوع المسيح وسيط جماعة معينة من الناس، بل هو وسيط الجميع. وهو الوسيط الذي لم يكن في حاجة إلى وسيط آخر، كما كان يحتاج إليه رئيس الكهنة، لأنه بلا خطيئة (عب: 26- 28 و 9: 7). وقام بمطاليب الشريعة اللاوية، إذ كان ذبيحة "بلا عيب" (لا 22: 20 و عب 4: 15 و 9: 14).
وقد استطاع ذلك لأنه ابن الله الذي لم يعرف خطيئة ولا وجد في فمه مكر (عب 2: 9-18 و 4: 14 و 15 و 7: 26- 28 و 1 بط 2: 22). وبسبب هذا قدم مرة واحدة (عب 7: 27). وذبيحة دائمة لا تحتاج إلى أن تعاد وتكرر (عب 10: 11- 14). وذبيحته وحدها تستطيع أن تطهر الضمائر من الأعمال الميتة (عب 9: 14 الخ). وبه صار لنا الدخول إلى قدس الأقداس (عب 10: 19 و 20). لقد نطق الأنبياء بكلمة الله، ولكنها لم تكن كلمتهم، ولكن المسيح هو الكلمة المتجسد (يو 1: 14). يمتاز العهد القديم بوساطته الملوكية، والكهنوتية، والنبوية، لأن هذه الوساطة الثلاثية ليست سوى رمز إلى المسيح. وكان معلمو الكنيسة متفقين مع الكتاب المقدس عندما رموا إلى وساطة يسوع المسيح بهذه الوظيفة الثلاثية، أي وظيفة يسوع كملك، وكاهن ونبي.
موسى هو وسيط العهد القديم، والمسيح هو وسيط العهد الجديد. موسى هو وسيط الناموس الزائل، والمسيح هو وسيط الإنجيل. والفرق بينهما هو كالفرق بين الناموس والإنجيل. نعم إن الناموس مقدس، وعادل وصالح (رو 7: 12) وهو من صنع الله، ولكن الكلمة الأخيرة ليست للناموس. يستطيع الناموس أن يطلب برًا، ولكنه لا يستطيع أن يبرر (غل 3: 11). يستطيع الناموس أن يعرف الإنسان بأنه خاطئ، ولكنه لا يستطيع أن يمحو الخطيئة. التبرير هو بالإيمان بالمسيح وحده (رؤ 3: 28).. ولهذا فإن الخلاص المسيحي مؤسس على الإيمان البسيط لا على الأعمال الشكلية والمظاهر الخارجية، التي يقوم بها الإنسان نفسه. ومن أجل ذلك فإن المسيحي يصلي "باسم" المسيح (يو 14: 13). وبسبب هذا يغفر له، ولكن لا عن جدارة فيه واستحقاق بل من "أجل المسيح". (يو 1: 12). وللعهد القديم أهميته لأنه يشير إلى وساطة المسيح، العبد المتألم (اش 42: 1- 4 و 49: 1- 5 و 50: 4- 9 و 52: 13- 53: 12).
  رد مع اقتباس