عموماً السبب الرئيسي لضعف الخدمة
في الكنائس (بشكل عام) وعلى مواضع التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع والقنوات المسيحية، وحالة الأنيميا الروحية التي يُعاني منها الكثيرون، هو بسبب الافتقار للتعليم الحي بوحي وإلهام الروح القدس، لغرض شفاء النفس وخلاصها وإعلان مجد الله حتى نراه بوجه مكشوف لننظر ونتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح القدس.
لأن كلمة الله لا تُلقى في الفراغ أو تستقر في العقل
لتُصبح فكرة للحوار وتُطرح للنقاش والجدل، وانا صح وانت خطأ، ورد من يخالفني الرأي وردي عليه، ونلف وندور في حلقات مفرغة من مضمون، وذلك لأننا لم نبلغ بعد لإلهام الروح الواحد، ولم نرى مجد الله الحي بوجه مكشوف كما في مرآة لنتغير إليه، وقراءة كل واحد لكلمة الله لم تتحول فيه لفعل وقوة حياة لتسري فيه قيامة وشركة طبيعة إلهية، لأن هدف التعليم الصحيح هو معرفة مجد الله لنتغير إليه بسرّ عمل الروح القدس في داخل قلوبنا، وأي تعليم (حتى لو كان صحيح) لا يُدخلنا لداخل الله، لنحيا معه في شركة مقدسة في النور، نرى وجهه ونسمع صوته، فيا إما أنا مغلق القلب وأعمى في الذهن ولا أُريد أن أتوب توبة حقيقية وأعود لله، لذلك لا أرى الملامح الإلهية في هذا التعليم واستثقله على قلبي واهرب منه في النهاية، لأني غير جاد في توبتي ولا أُريد أن احيا مع الله كرجل بل كطفل مريض لا يُريد أن ينمو ويظل يلهو ويعبث في حياته كما شاء بدون أدنى مسئولية، يا إما التعليم نفسه أجوف لا روح فيه ولا إلهام إلهي، بل هو خطاب من عقل لعقل، ولن يخرج عن إطار المحفوظات العقلية والفكرية التي لا روح فيها، حتى أظن أني أعرف الله مع أني عرفت معلومات عن الله وليس الله بشخصه الحي، وهذا صنم المسيحيين الذين لم يعرفوا الله بإعلان الروح وإلهامه، ولم يسيروا بعد في منهج القداسة وتطهير القلب، بغسل التوبة الصادقة التي يعمل فيها الروح القدس لتصير بحر غسيل الدنسين بدم ابن الله الحي الذي يُطهر من أي خطية شافياً جراحات النفس الداخلية يوماً بعد يوم حسب قدرة عمل استطاعته.