الكتب المقدسة ومحور التعليم فيها
+ وأنك منذ الطفولة تعرف الكُتب المقدسة القادرة أن تُحكمك للخلاص
بالإيمان الذي في المسيح يسوع - 2تيموثاوس 3: 15
في هذا الآية التي كتبها القديس بولس الرسول بإلهام روحي عالي، توضح لنا دور الكُتب المُقدسة التي كُتبت بالروح في الحق لبناء النفس للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع، ومن هنا يُستعلن لنا بالروح عينه أن هذه الكُتب المقدسة ليست تُحفة أدبية قديمة، أو أسفار مقدسة تحتوي على معلومات قيمة عن الله أو حتى تُعبِّر عن فكر إنساني عالي أو تُظهر تدرج الفكر الثقافي في حياة شعب خاص سُميَّ شعب الله المختار، وليست أيضاً مجرد سرد تاريخي لشعب من الشعوب وتتبع أخباره من جيل لجيل، ولا هي تُظهر حتى مجرد خبراته الشخصية مع الله لتكون مجرد مثالاً لنا، ولكن هذه الكُتب دُعيت مقدسة، ليس لأن أطلق عليها بولس الرسول هذا الاسم: [المقدسة]، بل بكونها إعلان إلهي في داخل الزمن بحسب التدبير الإلهي الخاص، وهي إعلان بظهور يد الله العاملة وسط شعب اختاره لنفسه ليُظهر فيه مجده الخاص، لأن الإعلان الإلهي لا يظهر في المجهول ولا الفراغ، ولا يوضع كفكر نظري ومجرد كلمات فلسفة عالية أو نطق كلمات مثلما نتكلم وننطق الكلام، لأن الله ينطق بكلمته الخاصة، أي أنه نطقه الخاص، وكلمة الله الخارجة من فم الله، هي قوة حياة متدفقة تمتد عبر الأجيال بمجد فائق يُستعلن ويظهر تفوقه من جيل لجيل، لذلك حينما يتكلم يفعل، لأن كلمة الله تنبض بحياته الخاصة، أي أن كلمته تتحول من تلقاء ذاتها لفعل ذات سلطان، لأنه يتكلم بفعل وعمل ويقطع عهد ويعطي وعد أمين يحققه بنفسه وحسب قصده، ولو فحصنا كلمة الله سنجدها دائماً عبارة عن: [فعل وعمل، وعهد مقطوع على دم، ووعد مبني على هذا العهد]، ونجد أنه من المستحيل أن ينطق الله ويتكلم ويظل كل شيء كما هو ساكن لا حراك فيه، لأن كلمة الله = [فعل وعمل]