ومن جهة الترتيب التاريخي الظاهر الذي يحقق كل ما قلنا ويعلنه هو كالآتي:
(1) الخليقــــــــــة الأولى
(2) الوعد القائم على عهد
(3) الشعب المختـــــــــار
(4) الإعـــــــــــــــــــلان
(5) التجسد الإلهي وتجديد الطبيعة
(أ) سكنى الـــــروح القـدس
(ب) الكنيســـــة شعب الله المختـــــار في المسيــــــــــــح
(جـ) الخليقة الجديدة واستمرار اكتمالها من جيل إلى جيل
(د) انتظــار حيــــــــاة الدهر الآتي واستعلان ملكوت الله
فهذا كله هو منهج الكتاب المقدس ومنه ينطلق كل شرح وتفسير،
إذ يشتمل على الإعلان الكامل لحقائق الكتاب المقدس، وهو يحتضن كل الجوانب العظمى للفداء (كما هو واضح على الأخص في رسالة أفسس كما تم ذكرها سابقاً)، ويُظهر تاريخ الإنسان الروحي ومعاملات الله مع جنس البشر ككل، ويُظهر الغرض الحقيقي من الخليقة وما هو واجب الإنسان تجاهها، وما الغرض من حياة الإنسان وهدف دعوة الله النهائية له، لأن الله لا يُريد أن يُقدِّم دعوة للإنسان لمجرد معرفته، كما يقول البعض، أو أن غرض خلقة الإنسان أن يتمتع بالوجود ويعبد الله، فالله ليس محتاجاً لعبادة أحد لأنها لا تزيد ولا تنقص منه شيئاً، ولم يخلق الإنسان لأجل متعة الوجود في حد ذاته، لأن حياته ستكون بلا معنى لو كان وجوده لأجل وجوده، ولكن على ما سبق وذكرناه، نستطيع أن نستوعب ما هو الغرض الحقيقي من خلقة الإنسان ووجوده، وسأترك لكل قارئ أن يتأمل بانفتاح البصيرة بروح الله، طالباً متوسلاً بتواضع لإلهنا الحي لكي ينال إلهام الروح القدس حتى يستوعب بإعلان قصد الله من خلقه على صورته الخاصة، ويحيا وفق مشيئته المُعلنة على نحو شخصي، فصلي عزيزي القارئ واطلب إلهام من الله حتى يُعطيك أن تستوعب سرّ خلقتنا على شبهه ومثاله الذي تم تجديده في المسيح لنصير خليقة جديدة فيه.