وهذا الترتيب كله هو قصد الله وغايته المعلنة في الكتاب المقدس من أول سفر لآخر سفر فيه، لكي يُستعلن الجسد الكامل للمسيح الرب وتتحقق الغاية النهائية حسب التدبير الأزلي الذي لله الثالوث القدوس الواحد الوحيد، وهذا ما لخصه القديس بولس الرسول في نشيد رائع للغاية يوضح خطة الله منذ الأزل وإلى الأبد، ولنصغي بانفتاح الذهن لما كتبه هذا اللاهوتي الجبار الملهم بروح الله، الناطق به حسب مسرة مشيئة الله الذي جعله على دراية خاصة بسرّ المسيح:
مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة. إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته، لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب. الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته. التي أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة. إذ عرفنا بسرّ مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه، لتدبير ملء الازمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك. الذي فيه أيضاً نلنا نصيبا مُعينين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته. لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح. الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضاً اذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس. الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده. (أفسس1: 3 – 14)