ففي حقيقة الواقع الاختباري،
فأننا لن نستطيع أن نفهم ونستوعب سرّ الكتاب المقدس، أن لم نفهم مضمونه العام وما الذي يُريد أن يقوله الله للإنسان، وعموماً قبل أن نخوض في أي شرح أو تفسير، لأن كثيرين من المفسرين لا ينطلقون من وحدة الكتاب المقدس ككل، بل ينطلقون من كل سفر وكأنه مستقل عن باقي الأسفار، ويشرحونه حسب المعنى المستقل في إصحاح وكل آية، ويركزون على كل حرف وكل كلمة ((مع أن هذا خطأ لا يفيد ترجمة صحيحة على الإطلاق)) وهذا يُخرج لنا شرحاً مبتوراً بعيد كل البُعد عن القصد الإلهي المُعلن في الكتاب المقدس، لذلك واجب علينا اليوم أن نفهم ما هو قصد الله من إعلان ذاته في الكتاب المقدس ككل، وما هي الوحدة التي تجمع الأسفار المقدسة معاً، والهدف النهائي التي تصبو إليه.