فشرح نصوص الكتاب المقدس ليست قص ولصق ودس آيات
وتجميع أقوال آباء وكلام عُلماء، ولا مجرد تأملات وأفكار حسب مفهومنا وفلسفتنا وإدراكنا العقلي، لئلا يُصبح تأويل للكلام، وهذا بالطبع سيكون على خلاف القصد الأساسي منه، وسوف يتم – في تلك الحالة – إظهار المعنى حسب رأينا الشخصي وقوة ملاحظتنا الخاصة، فيصير مُجرد إظهار ما هو ظاهر أمامنا من كلمات ندرسها ونفهمها بمفهومنا الإنساني المقنع، والذي يختلف من عقلية شخص لآخر، ويختلف مع اختلاف الإحساس والعُمر والخبرة والحالة النفسية والمزاجية ونوع الدراسة التي تتغير من حين لآخر، وفي هذه الحالة سنخرج حتماً عن النص بإظهار ما لنا من إمكانيات ومفاهيم شخصية حسب خبراتنا ومعلوماتنا التي نحصلها من قراءتنا وقناعتنا الشخصية وفلسفاتنا ومنطقنا الخاص، هذه التي نؤمن بها ونصدقها ونحاول أن نُقنع الآخرين بها على أساس أنها الحق، لأن الإنسان عادةً يرى نفسه على صواب وخاصة لو كان مقتنع قناعة تامة بما تعلمه وفهمه وقرأه في حياته على المستوى الشخصي لا على مستوى انفتاح الذهن بالروح، وبالتالي سنخرج حتماً عن أمانة النص بالنسبة لصاحب النص، وبالطبع سنخرج بصورة عن ذاتنا وشخصيتنا، وبالتالي سننقلها للآخرين.