3- أقسام وادي الأردن الثمانية:
يمكن تقسيم الوادي - كما يقول كوندر - إلى ثمانية أقسام:
أولًا - الجزء الواقع بين بانياس والحولة حيث يبلغ اتساعه نحو خمسة أميال تحف به صخور شديدة الانحدار يبلغ ارتفاعها نحو ألفي قدم على كلا الجانبين، تتخللها المستنقعات الواسعة.
ثانيًا - من الحولة إلى بحر الجليل حيث يسير المجرى بمحازاة التلال الشرقية، وعلى بعد نحو أربعة أميال من سفوح التلال الغربية التي ترتفع نحو جبال " صفد " العالية، والتي يصل ارتفاعها إلى 3500 قدم فوق سطح البحيرة.
ثالثًا - الجزء الممتد نحو 13 ميلًا من الطرف الجنوبي لبحر الجليل إلى المناطق المتاخمة لبيسان، ويبلغ عرض الوادي في هذا الجزء نحو الميل ونصف الميل غربي النهر، ونحو ثلاثة أميال شرقًا. وترتفع الصخور المنحدرة لهضبة " كوكب الهوا " في الغرب إلى نحو 1800 قدم فوق سطح النهر .
رابعًا - تقع المنطقة الرابعة جنوبي بيسان، وتتكون من سهل غربي الأردن ويبلغ نحو 12 ميلًا طولًا وستة أميال عرضًا، حيث تمتد سلسلة التلال الشرقية مستقيمة. وتبعد سفوح الجبال عن النهر بنحو ميلين.
خامسًا - في الأماكن المتاخمة لبيسان، يبين المقطع المستعرض للسهل ثلاثة مستويات: الأول هو المستوى الذي تقع فيه بيسان على عمق نحو 300 قدم تحت مستوى سطح البحر، ثم مستوى الغور نفسه على عمق نحو 400 قدم من المستوى الأول بانحدار شديد، ثم يليه مستوى الزور أو الخندق الضيق وعرضه نحو نصف إلى ربع الميل، وينخفض عن المستوى الثاني بنحو 150 من الأقدام. ويمتد المستوى الأعلى غربًا حتى سفوح جلبوع حيث ينتهي تمامًا في الجنوب. أما في الشمال فإنه يرتفع تدريجيًا نحو هضبة " كوكب " ونحو النجود الغربية فوق بحر الجليل بنحو 1800 قدم فوق الأردن.
وبعد أن يترك النهر سهل بيسان يخترق واديًا ضيقًا يبلغ 12 ميلًا طولًا وميلين أو ثلاثة عرضًا حيث ترتفع الأرض نحو الغرب، إلى حوالي 500 قدم فوق سطح البحر. ويمتليء سهل بيسان بينابيع المياه العذبة، وبعضها ينابيع حارة، ولكن تيارًا كبيرًا من المياه الملحة الدافئة يصب في وادي الملح في أقصى الشمال من هذا القسم الخامس.
سادسًا - في القسم السادس، وهو اقليم " دامية " ، يتسع الوادي إلى ثلاثة أميال غربًا، وخمسة أميال شرقي الأردن، وهنا تبرز من ناحية الغرب صخرة " قرن سرطوبة " العظيمة كالبرج الشامخ على ارتفاع 2400 قدم فوق النهر.
سابعًا - بعبور جبل " قرن سرطوبة " نصل إلى القسم السابع، وهو واد متسع يمتد بالقرب من فزئيل " إلى عش الغراب " شمالي أريحا، ويصل اتساع الغور نفسه في هذه المنطقة إلى خمسة أميال غربي النهر، وإلى أكثر من ذلك في الشرق، وأما الخندق الأدني أو " الزور " فهو أكثر اتساعًا هنا أيضًا، كما أنه ينفصل عن الغور. ولقد اكتشف فريق المساحين ظاهرة جغرافية غريبة لهذا الأقليم، فإن فرعي " الفرا " " والعوجة " الوفيري المياه، لا يصبان مباشرة في الأردن بل ينحرفان جنوبًا نحو الميل إلى الغرب منه، ثم يجرى كل منهما نحو ستة أميال في موازاة النهر تقريبًا ، وهكذا نجد أن مصب " الفرا " في الحقيقة يقع حيث يقع الوادي التالي كما في معظم الخرائط.
ثامنًا - أما القسم الثامن والاخير فهو سهل أريحا الذي يبلغ مع حوضه المقابل (غور السسبان) شرقي الأردن، أكثر من ثمانية أميال شمالًا وجنوبًا، وأكثر من 14 ميلًا عرضًا، والأردن في الوسط تقريبًا، أما الزور فيبلغ هنا نحو الميل عرضًا على عمق نحو 200 قدم أسفل سهل الغور المتسع.