فالغضب واللعنة لم تكن على الإنسانية نفسها
كفعل مباشر موجه إليها، لأن البشر في الأساس مخلوقين على صورته، لأنه كيف يغضب ويلعن صورته، هذا مستحيل على كل وجه، بل أن الغضب واللعنة على الفجور والخطية وحدها، والخطية ملكت على الجسد بالموت وهبطت بالإنسان للتراب وقضت تماماً على صحته وأهدرت كرامته، فصار الإنسان يحسها في داخله مرار، ولا يستطيع أن يقترب من الحضرة الإلهية مهما ما فعل وقدم من أعمال، لأن طبيعته ظلمة ليس فيها نور ولا براءة، لذلك أتى المسيح برّ الله الحقيقي ليبرر الإنسان، فحينما أدان الخطية وأمات بموته الطبيعة القديمة التي لجنسنا الضعيف، واجتاز الدينونة والفحص، أدان الخطية في الجسد وأظهر بره بقيامته، فبررنا بقدرته وألبسنا ذاته وجعلنا إنساناً جديداً كاملاً يحيا بروحه الخاص، فصارت مسيرتنا حسب الروح وليست حسب الجسد، أي ليست بحسب شهوات وغرور الإنسان العتيق، لأنه صلبه وأماته ودان فيه الخطية، بل (مسيرتنا صارت) بحسب الإنسان الجديد.