إذاً الصليب هو يوم دينونة الخطية
في الجسد (فعلياً) التي عملت فيه وملأته ظلمة، فأمات الرب الخطية بموته وبدد ظلمة سلطان الموت وأزال اللعنة ورد الإنسان وأعاده من منفاه إلى مجده الأول من جهة الشركة بضمان دمه الذي به طهر الضمير من الأعمال الميتة، واجتاز الفرقة التي حدثت بيننا وبين الله لذلك صرخ بلسان حالنا [إلهي، إلهي، لماذا تركتني – متى 27: 46]، وهي صرختنا الإنسانية الخفية التي تشعر بغياب وجه الله [إِلَهِي! إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي بَعِيداً عنْ خَلاَصِي عَنْ كَلاَمِ زَفِيرِي (لِمَاذَا تَبَاعَدْتَ عَنْ خَلاَصِي وَعَنْ سَمَاعِ صَوْتِ تَنَهُّدَاتِي) – مزمور 22: 1]، لأن حتى موسى في عز المجد والبهاء الذي ناله من الله فأنه لم يقدر أن يرى وجهه، لأن طبيعته غير مؤهلة أن تنظر عظمة مجد بهاء الله الذي كان لآدم قبل السقوط، لكن شكراً لله الذي أرسل وحيده إلى العالم لكي يُشرق علينا بنور وجهه ويردنا إليه ويجدد طبعنا الفاسد، ويعطينا هذا العربون بالميلاد الفوقاني ليوم استعلان مجده وتتميم فداء الجسد وتمجيده على حسب صورة مجد بهاؤه الخاص الذي ظهر بقيامته التي هي قيامتنا نحن فيه: [الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ – فيلبي 3: 21]