5- الغور:
وعلي بعد عشرين ميلًا جنوبي بحيرة الجليل يتصل النهر "بوادي الجلود" الهام الذي ينحدر مخترقًا "وداي يزرعيل" بين جبل جلبوع وسلسلة جبال حرمون الصغيرة (تل مورة في قض 7: 1 ). ويسير هذا الوادي من الأردن إلى وادي "ازدرالون" أو "يزرعيل" (Esdraelon) ومنه إلى الناصرة مكونًا الطريق المعتاد لانتقال اليهود من أورشليم إلى الناصرة، عندما كانوا يريدون تجنب المرور بالسامرة. ويسير هذا الطريق عبر بيسان (بيت شان) حيث عرض الفلسطينيون أجساد شاول وبنيه ، وكذلك عبر شونم ونايين. وهناك اتساع ملحوظ في الغور مقابل بيسان مكونًا منطقة زراعية هامة وعلى الجانب الشرقي للغور تقع مدينة "بلا" التي هرب إليها المسيحيون عند خراب أورشليم، بينما تقع - على بعد قليل من منحدرات جلعاد - "يابيش جلعاد" التي أخذت إليها أجساد شاول وبنيه حيث أحرقوها هناك (1 صم 31: 12) وعلى بعد 20 ميلًا جنوبًا، يتصل الغور من ناحية الشرق بوادي " الزرقاء " (مخاضة يبوق - تك 32: 22) وهو الرافد الثاني الكبير، ويفصل عمون عن جلعاد، وتتدفق روافده العليا عبر عمون والمصفاة وراموت جلعاد، ولقد انحدر يعقوب إلى سكوت عبر هذا الوادي.
وعلى بعد أميال قليلة ينحدر " وادي فرة " الذي يقع رأسه عند " سوخار " بين جبال عيبال وجرزيم، منحدرًا من الغرب مكونًا الطريق الطبيعي الذي دخل منه يعقوب إلى أرض الموعد.
وعند " دامية" (ويحتمل أن تكون هي أدام في يش 3: 6) يضيق الغور بسبب بروز مرتفعات الجبل من الغرب منحرفة عند " قرن سرطوبة "، التي ترتفع فجأة إلى 2000 قدم فوق النهر.
ويسير الغور بين دامية والبحر الميت على نسق واحد وباتساع ما بين 10 - 12 ميلًا، وكذلك بمستوى واحد بعكس الأجزاء التي تعلوه. ولكن قلة المياه وصعوبة الري تعوق خصوبته ومن المناطق المجاورة لأريحا يمتد طريق روماني قديم يسير بمحازاة " وادي نوايمة " الذي اتخذ منه يشوع طريقًا لدخول " عاي "، بينما ينفتح طريق طبيعي عبر " وادي القلت " إلى أورشليم. ويمكن رؤية كل من عاي وجبل الزيتون من هذه البقعة من الغور .