عرض مشاركة واحدة
قديم 26 - 09 - 2018, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,553

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها

لأنه كيف تتم توبة بلا إيمان صادق حقيقي، فنداء القديس يوحنا المعمدان واضح فيه الإشارة الواضحة إلى الإيمان، بالرغم من أنها مستترة في الكلام، لأن التوبة هنا مُسببة، (النداء) توبوا لأنه (أي بسبب أنه) قد اقترب ملكوت السماوات، فهذا هو سبب التوبة ليحدث إعداد سليم، صحيح، لطريق الرب، لأن لو لم يؤمنوا أن ملكوت الله اقترب كيف يتقدموا للتوبة ويعتمدوا من يوحنا!!، فلو لم يصدقوا كرازته باقتراب ملكوت الله وآمنوا فلماذا إذاً اعتمدوا معمودية التوبة!، فالتوبة يسبقها الإيمان بالضرورة.
فالإنسان لكي يبدأ المسيرة الحقيقية في الطريق المستقيم ويستقبل ملكوت الله لا بُدَّ (حتماً ومن الضروري واللازم) أن يُهيأ قلبه بالتوبة (خ¼خµد„خ±خ½خ؟خ*د‰

والتوبة هنا تُفيد أولاً معرفة التشويه الحاصل الذي أصاب النفس بعلل وأمراض كثيرة تسببت في شلل طاقتها الروحية، وذلك من جراء الخطايا والذنوب التي أدخلتها في حالة خبرة من جهة الإثم الذي ثقل آذانها عن سماع الصوت الإلهي، وعطل مسيرتها الصحيحة نحو الله، وعوَّقها عن حياة التقوى، وأعماها عن أن ترى قوة محبة وخلاص الله وتدبيره الفائق من نحوها، حتى أنها طُرحت على فراش الهوان في منتهى التعب وقسوة المرض المؤدي للتعب الشاق وتحطيم النفس ومن ثمَّ الموت، لأن أن لم نعي بشاعة الخطية وفعلها المُدمر لنفوسنا ونهرب منها ونتوب عنها فوراً بلا أدنى تأخير، فأننا لن نستطيع أن نتحرك نحو الله ولو خطوة واحدة ولو كانت صغيرة جداً، لأن الخطية كالنار الحارقة الملتهبة التي حين تشتعل في المكان تمتد إلى كل ما هو حولها وتأكل كل شيء سواء رخيص أو غالي وثمين، فهي تدمره كُلياً، وفي شدة اشتعالها وامتدادها فهي تُدخن دخان أسود يشوش الرؤيا ويعمي البصيرة ويخنق كل من يقترب ويقتله، فالخطية مثل النار المتقدة السعير المشتعلة في القش، تطرح الكثيرين جرحى ولا تهدأ أو تسكت إلى أن تُتمم عملها بالتدمير الشامل، وتترك – في النهاية – النفس قفراً وخراباً، وربما حتى الأطلال لا يبقى لها أي أثر.
  رد مع اقتباس