عرض مشاركة واحدة
قديم 26 - 09 - 2018, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,565

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: لبدء الحياة الروحية والاستمرار فيها

لذلك عزيزي القارئ نحن لا نأتي إلى الآب لنتوسل عله يقبلنا ونقول
(من أجل شفاعة يسوع ولأجل خاطره نتوسل إليك أغفر خطيئتنا واقبلنا في ملكوتك)، هذا فكر مشوه وغير سليم على الإطلاق، بل وعقيم جداً وأبعد ما يكون عن الإيمان بالمسيح ملك المجد، وذلك بسبب ضعف رؤية الخلاص ومعرفة عظمة المجد الذي نلناه في شخص المسيح حسب مسرة مشيئة الله أبانا، لأننا ندخل بالصلاة إلى حضرة الآب القدوس في المسيح يسوع الإله الحي، باسمه هوَّ، وبكل ثقة وعن جدارة نطلب ليكون لنا ما طلبناه[47] عن يقين، لأننا لا ندخل باسم أنفسنا أو باستحقاق أعمالنا إليه، ولا باسم ملاك ولا رئيس آباء ولا نبي ولا قديس لكي نتوسل به إليه، فنكون غير متأكدين أننا ننال ما طلبناه، لكن المسيح هو الرب من السماء، شفاعته ليست شفاعة توسل وترجي، بل شفاعة كفارة جديرة بالاستحقاق الكامل التام، لأنها فائقة للغاية، لأنه دخل الأقداس باستحقاق نفسه، استحقاق مُطلق في كل شيء، وأيضاً بكونه مكانه الطبيعي، والآب القدوس نفسه – حسب التدبير – يرانا فيه (أي في المسيح اللابس جسم بشريتنا)، وباسمه فقط صار لنا حق البنين عن جدارة واستحقاق، لأننا انتسبنا إليه بسبب تجسده.
لذلك الكنيسة المنفتحة بالروح أظهرت سبب استجابة طلبتنا إذ أضافت على الصلاة الربانية في الختام (بالمسيح يسوع ربنا)،
وهي في الواقع ليست إضافة إطلاقاً، لكن بسبب الوعي أنه صار لنا قدوماً به إلى الآب بثقة [لأن به لنا كلينا قدوماً في روح واحد إلى الآب[48]]، فمعنى اسمه أنه وسيط عهد جديد بيننا وبين الآب، وفيه لنا – طبيعياً – النعم والآمين، إذ لنا المواعيد العظمى والثمينة التي بها صرنا شركاء الطبيعة الإلهية[49]، لا بسبب قدرتنا ولا حسب أعمالنا الخاصة أو المتفوقة، بل بسبب وحدته الخاصة معنا[50] حسب مسرة مشيئة الآب أبانا وسيد كل أحد، فهو الجالس عن يمين العظمة في الأعالي[51] ومنه تنسكب علينا ملء الهبات الإلهية عن جدارة[52]، إذ ننال منه فيض النعمة وعطية البرّ[53] بسبب استحقاقه هوَّ، لذلك أي توسل للأب بالمسيح على أمل أنه يستجيب فهو خاطئ جداً وبعيد عن الإيمان تماماً، لأن المسيح الرب هو بشخصه برنا وصلاتنا مضمونة الاستجابة بالإيمان باسمه[54]، فهو لا يحتاج أن يتوسل لأجلنا لأنه هو بذاته بكرٌ لنا ومن أجله يُعطى لنا كل شيء باستحقاق اسمه، ولا يحتاج أن يتوسل إلى الآب، ولنتعلَّم من الرسل كيف تكون الصلاة وتتميم العمل الإلهي باسم المسيح الرب القدوس، وذلك حينما كانوا مضطهدين وتحت التهديد الخطير، فقد صلوا قائلين:
+ والآن يا رب انظر إلى تهديداتهم وامنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة. بمد يدك للشفاء ولتجر آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع. ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة.[55]
  رد مع اقتباس