[Mary Naeem]

بابا قدّيس أعطى الكثير للكنيسة المقدّسة





يقع في السّادس والعشرين من شهر أيلول تذكار الطوباوي البابا بولس السّادس، الذي سيعلن البابا فرنسيس قداسته في الرابع عشر من تشرين الأوّل المقبل. ومع الصور التالية تجدون نبذة صغيرة عن سيرة حياته.

ولد بولس السادس باسم جيوفاني باتيستا مونتيني في ولاية لومبارديا الإيطاليّة عام1897، وله شقيقان. درس في أسّيزي، وفي عام 1916 حصل على شهادة الدبلوم، وانخرط في الدراسة اللاهوتية ليغدو كاهنًا في 29 أيار 1920، وفي العام نفسه ختم دراسته في ميلانو مع دكتوراه في الحق الكنسي العام. في عام 1954 عين البابا بيوس الثاني عشر مونتيني رئيسًا لأساقفة ميلانو والتي جعلت منه تلقائيًا رئيس المؤتمر القرباني الوطني الإيطالي. وفي عام 1958 غدا مونتيني رسميًا كاريدنالاً في الكنيسة الجامعة. خلال تلك الفترة، زار مونتيني عددًا وافرًا من الدول باسم الكنيسة. وعندما أعلن البابا يوحنا الثالث والعشرون الدعوة لعقد المجمع الفاتيكاني الثاني، عيّن الكاردينال مونتيني ضمن اللجنة المركزية للتحضير عام 1961، وطلب منه البابا الانتقال للسكن في الفاتيكان. وبعد وفاة البابا يوحنا الثالث والعشرون، تمّ انتخابه خلفًا له، متّخذًا اسم بولس السادس في 21 حزيران 1963 فأصبح بذلك البابا الثاني والستون بعد المئتين على الكنيسة الكاثوليكية.





دعي باسم "بابا الإصلاح" للإصلاحات الإدارية والطقسيّة العديدة التي أدخلها مبتدئًا بالقداس الإلهي حسب الطقس اللاتيني والذي لم يكن قد عُدِّلَ منذ عام 1563 مرورًا بغيرها من القضايا الطقسية البارزة التي أقرها المجمع الفاتيكاني الثاني على رأسها لغة الطقوس الدينية، إلى جانب الإصلاحات الإدارية ومجمع الكرادلة والرهبنات وإشراك العلمانيين في إدارة الكنيسة بشكل أكبر. فضلاً عن تخفيف مظاهر العظمة والبذخ المرافقة لشخص البابا الذي أبدى انفتاحًا كبيرًا على غير الكاثوليك سيمّا الكنائس الأرثوذكسية الشرقية فتُوِّجت جهوده برفع الحرم المتبادل منذ العام 1054 بين الكنيستين، كما تعامل بالمثل مع الإنجليكان. وكان أول بابا يغادر الفاتيكان في رحلات خارجيّة حول العالم. وهو الذي أكمل الدورات الثانية والثالثة والرابعة للمجمع الفاتيكاني الثاني وختم أعماله وأصدرها بدساتير ووثائق، في 8 ديسمبر 1965، وأشرف على تطبيق مقرراته. بعد ختام المجمع الفاتيكاني الثاني اتجه بولس السادس نحو إصلاح البنية الداخلية للفاتيكان التي نشأت بدءًا من القرن السادس عشر بخطوات تراكمية غير منتظمة، فيرجع له تحديثها وتنظيمها لتلائم العصر الحديث.


انتقل البابا من الفاتيكان إلى المقر البابوي الصيفي، وعلى الرغم من المرض أصر البابا على ممارسة جدول أعماله اليومي. فازداد مرض البابا المتمثل بمشاكل في التنفس حدّةً، وفي يوم عيد التجلّي في 6 آب 1978 لم يستطع مغادرة فراشه لتلاوة التبشير الملائكي كما كانت العادة. تحسنت صحته عند الظهيرة، وشارك في قداس الأحد من سريره تمام السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، لكنه أصيب بعدها بأزمة قلبيّة حادة، توفّي بعدها بثلاث ساعات. دفن في كاتدرائية القديس بطرس وكان قد طلب في وصيّته أن تحرق جميع أوراقه الخاصة وأن تكون جنازته بسيطة وطلب أن يُلغى العرش الجنائزي الذي كان يعدّ للبابوات سابقًا كما طلب أن يُدفن في أرض طبيعية، وليس في ضريح خاص. في 11 أيار 1993 منحه البابا يوحنا بولس الثاني لقب "خادم الله" ثمّ أعلنه البابا فرنسيس طوباوياً في 19 تشرين الأول سنة 2014. وسيُعلن قداسته في 14 تشرين الأوّل من عام 2018.
صلاته معنا، .آمين