[walaa farouk]

كان فيه أرملة مات جوزها، وملهاش غير ابنها الوحيد ..
ربِّت وكبَّرِت وتعبِت واستحملت، عشان بتحبُّه ..
مصبَّرهاش غيره وهو بيكبَر قُصاد عينيها ..
وفجأة بعد ما بدإت تشوف الثَّمر، خدُه الموت منها ..
خرجت وراه في جنازته، مكسورة ومحصورة في يأسها ..
ماشية في موكِب مهيب ورا نعشُه اللي فيه جُثِّتُه ..
مكنش حد من اللي ماشيين يقدر يقول ولا كلمة ..
لأن مفيش كلام – مهما كان – يقدر يعزِّيها في محنتها ..
وفجأة وهي غرقانة في حزنها ونحيبها ..
وعينيها مش شايفة حاجة، من كُتر دموعها ..
فجأة قرَّب منها راجل ووقَّف الموكب الحزين ..
طبطب عليها وقال لها [متعيَّطيش يا أمّي!] ..
من الصَّدمة قالت في بالها: معيَّطش؟! ..
[هو انا حيلتي غير دموعي تغسل وتطفّي ناري؟] ..
[مين ده اللي مش حاسس بوجعي، ومش دريان بجرحي؟] ..
[مين ده اللي إيده في الميَّة، ومجرَّبش ناري؟] ..
وخلال كلامها مع نفسها، اللي خد ثواني ..
قام الراجل ده بعِد عنها وراح لنَعش ابنها ..
مسك بإيد ابنها الميّت وقال له [قوم] ..
وأوّل ما قام من الموت واتكلّم، راح [وقَّفُه قصاد أمُّه] ..
كانت ساعتها يا دوبك مَسَحِت دموعها وفتَّحِت عينيها ..
وفوجئِت بابنها أوّل واحد تشوفه لما فتَّحِت عينيها ..
مسكت فيه بقوَّة وخبِّيته في حضنها ..
من كتر فرحتها، عجز لسانها عن الكلام ..
ونزلت دموعها فرحانة المرادي، فرحة مش أي كلام ..
فهمِت ساعتها ليه قرَّب منها وطبطب عليها وقال لها [متعيَّطيش] ..
أتاري كلامه مش زي كلام الناس ..
أتاريه صحيح واحد من الناس، بس مش زي بقية الناس ..
أتاريه عنده سلطان وقوَّة، وكلمته – وإن اتأخَّرِت – فيها قوة ..
مش بس بيعزّي ويطبطَب ويتحنّن على المكسورين ..
لكن ده بيحيي الميّتين، ويفرَّح التعبانين ..
وبعد ما كانت [نايين] حزينة، وأهلها ساكتين ..
وبعد ما كان مفيش صوت مسموع فيها إلا نواح [أرملة نايين] ..
صَبَحِت [نايين] سعيدة، وأهلها فرحانين ..
وارتفع صوت تسبيحها، وأوّلهم [أرملة نايين] ..
وصبَح [يسوع] سيدها وربَّها، وإله كل المكسورين!
---
من وحي لوقا ١١:٧-١٥