ثالثاً: الحديث الروحي
v وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية. (يوحنا 16: 13) v هَكَذَا تَكَلَّمُوا وَهَكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ؛ كَأَحْرَارٍ، وَلَيْسَ كَالَّذِينَ الْحُرِّيَّةُ عِنْدَهُمْ سُتْرَةٌ لِلشَّرِّ، بَلْ كَعَبِيدِ اللهِ. (1بطرس 2: 16؛ يعقوب 2: 12)
النفس التي تحررت بحرية المسيح وأُعتقت من الموت،
v الكلام الحسن شهد عسل، حلو للنفس، وشفاء للعظام؛ لا تمتنع من الكلام في وقت الخلاص ولا تكتم حكمتك إذا جَمُل إبداؤها. (أمثال 16: 24؛ سيراخ 4: 28)
والحديث الروحي الذي على هذا المستوى
أما من يُبادر ويتكلم بالأحاديث الروحانية بكثرة الكلام (والثرثرة) بدون استنارة ولا حرية[2]،
v يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الأثمة إلى يوم الدين مُعاقبين. ولا سيما الذين يذهبون وراء الجسد في شهوة النجاسة ويستهينون بالسيادة[3]، جسورون، معجبون بأنفسهم، لا يرتعبون أن يفتروا على ذوي الأمجاد. حيث ملائكة وهم أعظم قوة وقدرة لا يقدمون عليهم لدى الرب حكم افتراء. أما هؤلاء فكحيوانات غير ناطقة طبيعية، مولودة للصيد والهلاك، يفترون على ما يجهلون، فسيهلكون في فسادهم. آخذين أُجرة الإثم، الذين يحسبون تنعم يوم لذة أدناس وعيوب، يتنعمون في غرورهم، صانعين ولائم معكم. لهم عيون مملوءة فسقاً، لا تكف عن الخطية، خادعون النفوس غير الثابتة، لهم قلب متدرب في الطمع، أولاد اللعنة. قد تركوا الطريق المستقيم، فضلُّوا، تابعين طريق بلعام بن بصور الذي أحب أُجرة الإثم، ولكنه حصل على توبيخ تعديه، إذ منع حماقة النبي حمار أعجم ناطقاً بصوت إنسان. هؤلاء هم آبار بلا ماء، غيوم يسوقها النوء، الذين قد حفظ لهم قتام الظلام الى الأبد، لأنهم إذ ينطقون بعظائم البطل يخدعون بشهوات الجسد في الدعارة من هرب قليلاً من الذين يسيرون في الضلال[4]. واعدين إياهم بالحرية وهم أنفسهم عبيد الفساد، لأن ما انغلب منه أحد فهو له مستعبد أيضاً[5]. لأنه إذا كانوا بعدما هربوا من نجاسات العالم بمعرفة الرب والمُخلِّص يسوع المسيح يرتبكون أيضاً فيها فينغلبون، فقد صارت لهم الأواخر أشرّ من الأوائل. لأنه كان خيراً لهم لو لم يعرفوا طريق البرّ من أنهم بعدما عرفوا يرتدون عن الوصية المقدسة المُسلَّمة لهم. قد أصابهم ما في المثل الصادق: كلب قد عاد الى قيئه وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة. (2بطرس 2: 9 – 22)
فما أعجز الفكر الذي يتفلسف خارج الله في أمور الله،
v من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه، وأما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم. (يوحنا 7: 18) v يا أولاد الأفاعي كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار، فأنه من فضلة القلب يتكلم الفم؛ الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح، والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يُخرج الشرّ، فأنه من فضلة القلب يتكلم فمه. (متى 12: 34؛ لوقا 6: 45) v فأنه يوجد كثيرون متمردين يتكلمون بالباطل ويخدعون العقول. (تيطس 1: 10) v هم من العالم، من أجل ذلك يتكلمون من العالم والعالم يسمع لهم. (1يوحنا 4: 5)
ومن خطورة هذا التعليم الفاسد والباطل،
v هؤلاء هم مدمدمون، متشككون، سالكون بحسب شهواتهم، وفمهم يتكلم بعظائم، يحابون بالوجوه من أجل المنفعة.[8] (يهوذا 1: 16)
v ولكن اعلم هذا: أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة. لأن الناس يكونون محبين لأنفسهم، محبين للمال، متعظمين، مستكبرين، مُجدفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، بلا حنو، بلا رضى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير محبين للصلاح، خائنين، مقتحمين، متصلفين، محبين للذات دون محبة لله، لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها، فاعرض عن هؤلاء. فأنه من هؤلاء هم الذين يدخلون البيوت ويسبون نسيات محملات خطايا منساقات بشهوات مختلفة. يتعلمن في كل حين ولا يستطعن أن يُقبلن إلى معرفة الحق أبداً. وكما قاوم ينيس ويمبريس موسى كذلك هؤلاء أيضاً يقاومون الحق، أُناس فاسدة أذهانهم ومن جهة الإيمان مرفوضون. (أنظر 2تيموثاوس 3: 1 – 8)
v رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه؛ اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم، نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين. (يعقوب 1: 8؛ 4: 8)
v السالك بالكمال يخلص والملتوي في طريقين يسقط في أحداهما[9]؛ ويل للقلوب الهيابة[10] وللأيدي المتراخية، وللخاطئ الذي يمشي في طريقين؛ القلب الساعي في طريقين لا ينجح، والفاسد القلب يعثر فيهما[11]. (أمثال 28: 18؛ سيراخ 2: 14؛ 3: 28)
v أنا عارف أعمالك، أنك لستُ بارداً ولا حاراً، ليتك كنت بارداً أو حاراً، هكذا لأنك فاتر ولست بارداً ولا حاراً أنا مُزمع أن أتقيأك من فمي. (رؤيا 3: 15، 16)