عرض مشاركة واحدة
قديم 11 - 09 - 2018, 03:18 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,768

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: مقالات هامة للبنيان الروحي تصلح للشباب والخدام

دوافع النفس الخفية ما بين سقوطها ونموها السليم
v سلام في روح الاتضاع والمحبة المنسكبة من الله
حقاً أن كل من لا يدرك وصية الرب ولا يعرف إرادته فأنه – طبيعياً دون أن يدري – يتبع هواه الخاص فيسير في طريق يظهر أمامه مستقيماً، كله راحة لنفسه ويتفق مع شعور قلبه وعاطفته ولكن عاقبته طريق الموت (أمثال 14: 12)، لذلك نرى كثيرون في البداية (عند معرفة مخلصنا الصالح وبدء حياتهم الروحية) تحركهم غيرة وحماسة عظيمة تجعلهم يشعرون بفرح غامر عظيم، مع أنه على مستوى الواقع العملي مصدره هو تقلبات النفس الغير سوية، وهو عادةً يأتي من شدة التأثر الخارجي من كلمة في اجتماع أو من شخصية مشهورة مؤثرة بكلامها، أو قد يكون متأثر من قوة الألفاظ والتعبيرات التي يسمعها أو يقرأها، لكن في الحقيقة كل هذا الفرح والحماسة عبارة عن هياج عاطفي متقلب، وبالتالي الشعور بالراحة والسلام في هذا الجو هو سلام زائف متغير بطبعه، لأنه بعد فترة ينقلب هذا الشعور – بعدما يذهب تأثيره المؤقت – إلى حزن وكآبة شديدة تضغط هؤلاء الناس وتحل فيهم كل أوصال المحبة التي لم تكتمل في قلوبهم بعد.
v أما من يجلس متأنياً في صلوات كثيرة عند نهر كلمة الحياة،
إنجيل بشارة الملكوت، نطق الله الحي، واضعاً في قلبه وفكره أنه لن يتبع سوى إرادة الرب المعلنة في كلمته، فأنه يتحمل مشقات كثيرة في البداية (بسبب صراعه مع أهواء قلبه الخفية وميولة الرديئة والتقلبات المزاجية المتغيرة) إلى أن يصل إلى ضبط النفس والتخلص من الهياج العاطفي المتقلب ويُميزه، ويستطيع أن يُفرق ما بينه وبين الفرح الحقيقي ومسرة العزاء الذي مصدره روح الله، فبالصبر والمثابرة بدوام في قراءة كلمة الله ممزوجة بالصلوات والتوسل بروح الودعة والاتضاع والخضوع تحت يد الله القوية، يصل إنسان الله للتطهير والتبرير فيدخل في راحة المسيح فتهدأ نفسه ويفرح كثيراً جداً ويحصل على سلاماً ثابتاً لا يُنزع منه.
v ولهذا ينبغي علينا جميعاً ألا نتسرع
في عمل أي شيء على هوانا ترتاح له نفوسنا، وتهتاج له عواطفنا، حتى لو كان في مظهره صالح ونافع للبعض والجميع يمتدحنا من أجله، بل ونجده متوافق مع الاندفاعات الروحية التي لنا، بل ينبغي أن ننتظر ونتأنى جداً ونصغي للتعليم الإلهي متوسلين للروح القدس أن يرشدنا ويوجهنا ويفتح آذان قلبنا وينقينا من دوافعنا الخفية الباطلة وتقلباتنا المزاجية المضطربة، ويهدينا لطريق الحق المرسوم من الله لا الناس، ولا من أنفسنا، لأن كل واحد وله ما يتناسب مع شخصيته وحياته مع المسيح وفق مشيئته وتدبيره الحسن الذي للنفس.
v فيا إخوتي انتبهوا لأنفسكم،
لأن كثيرون بدأوا الطريق بداية حقيقية ومفرحة لنفوسهم جداً، ونالوا لمسة إلهية حقيقية، وتذوقوا خبرة روحية غيرت مجرى حياتهم فعلياً، ولكن بسبب عدم تأنيهم ومعرفة نفوسهم على حقيقتها – غير مدركين أنهم ما زالوا أطفالاً في الروح – وانتظروا في صلوات كثيرة مع الجلوس بهدوء مع الكتاب المقدس (يومياً) لتنقية قلوبهم وتطهير ضمائرهم، ضلوا الطريق وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة لا تنتهي، وذلك لأنهم لم يستطيعوا أن يميزوا ما بين انفعالاتهم الطبيعية الصادرة من هوى نفوسهم وشدة تأثرهم النفسي وهياجهم العاطفي، وبين وصية الله وإرادته الحقيقية التي ينبغي أن يتبعوها بإخلاص وصبر ومثابرة للنهاية.
v لذلك أعملوا يقيناً:
أن اتبعنا هوانا الخاص، فلن نحظى بمعونة الله التي تُدَّعم كل طرق الإنسان وتُنجحها، لأنه إن فعل أحد شيئاً متصوراً إنه من قِبَلّ الرب بينما هو في حقيقته صدى لإرادته الخاصة، فإن الرب لن يُساعده، فتمتلئ نفسه مرارة ويكون قلبه ضعيفاً في كل عمل تمتد إليه أيديه، وبحجة التقدم والنمو يُمكن أن يسير في طريق خاطئ مُعاكس يؤدي به لموت نفسي وروحي مُحقق، إلى أن يسخر في النهاية من الإيمان نفسه ويتغرب عن الله مبتعداً بعيداً عنه.
v صدقوني يا إخوتي كم رأيت وسمعت من أُناس تجاديف
واضحة واستهزاء بالكتاب المقدس، بل والطريق الروحي كله، مع أنهم كانوا في البداية غيورين جداً ممتلئين بكل حماس، يدافعون عن الإيمان المستقيم، بل ويعظون ويكرزون ويتكلمون عن عمل الله بكل حماسة، وينطقون بكلمة الحياة بدراسات موسعة، وبكلمات وألفاظ متخصصة وكلمات ذات واقع رنان، ويقدمون معرفة روحية ولاهوتية عميقة، لكن بعد حين دخلوا في حالات كآبة وحزن شديد، وفي هذا الضيق تزعزع سلامهم الوهمي وظنوا أن العيب ليس فيهم بل في الإنجيل وكلمة الله واعتبروها في النهاية وهم وضلال، بل ورفضوا وجود الله واعتبروا كل حديث عنه وهم وتخدير للنفس، فمنهم من ألحد، ومنهم من مضى في شهوته وعاد لخطاياه بشكل أوسع وأعظم، ومنهم من دخل في حالة انهيار عصبي، ومنهم من أُصيب بأمراض نفسية متنوعة، وهكذا سقط الكثيرين سقوطاً عظيماً بسبب تسرعهم وسيرهم المغلوط في اتجاه آخر مخالف لإرادة الله.
v ولذلك نرى في أول صفحات الكتاب المقدس
ما يجعلنا ننتبه لحياتنا، لأن بالرغم من أن آدم وحواء كانوا في الجنة يتمتعان بالحضرة الإلهية، فلم يمنعهم هذا عن أن ينخدعوا ويسقطوا ويبتعدوا عن الله بعيداً، لأن حواء لم تُخدع إلاَّ من الرغبة في التقدم، لأنها حين سمعت: تكونان كالله عارفين الخير والشرّ (تكوين 3: 5) لم تُميز صوت المتكلم لأنها مالت نحو الفكرة التي كان لها صدى في قلبها لذلك خُدعت بسهولة، فخالفت وصية الرب، فلم تنل خيراً بسبب عدم تمييزها ووضع حد فاصل قاطع مانع ما بين إرادة الله وهوى نفسها، فاختلط عليها الأمر بالرغم من أن الوصية واضحة، فسارت في الطريق المُخالف وسقط آدم معها لأنه لم يكن ثابت الإرادة في التمسك بوصية الله خالقه، فأتاه العدو متخفياً وراء رغبة جامحة في النفس ليزعزع ثقته في إلهه.
v وبناء على ما ذكرناه
علينا الآن أن ندرك أن هناك دوافع خفية في النفس تُحركها بنشاط عظيم، هذا أن مالت لإحداها، وهي: دافع يقدمه العدو، ودافع نفسي عاطفي ينشأ في القلب، ودافع يغرسه الله في الإنسان. ومن بين هذه الدوافع الثلاث لا يقبل الله إلاَّ الدافع الذي يغرسه بنفسه في القلب، لأن كل ما عداه هو مُفسد للنفس يحمل لها آلام عذاب الموت.
v لهذا علينا دائماً أن نختبر أنفسنا
ونقيس دوافعنا على نور وصية الله التي تُنير العينين، حتى نتبين أياً من هذه الدوافع تدفعنا لكي نتحرك ونعمل أي عمل روحي من جهة الخدمة أو تحديد المنهج الذي نحيا به، لكي نكون فيه أمناء للنهاية.
v عموماً إذا لم ينكر الإنسان نفسه وجميع رغباته الشخصية
التي لا تتفق مع كلمة الله وتعليمه المُحيي للنفس، ويُطيع صوت الله الحي ويتبع الطريق الذي خطه ورسمه وحدده هوَّ بنفسه، واستمع لخبرة آبائه الروحيين المختبرين حياة التقوى والبرّ، وأطاع إرشادهم المتفق مع الوصية المقدسة بكل تمييز، فأنه لن يستطيع أن يدرك إرادة الله في حياته، وحتى إذا أدركها فسيفتقر إلى معونة الرب كي تساعده على تنفيذها والحياة بها.
v أستودعكم لصخر الدهور،
الرب القادر أن يحفظنا كلنا معاً ثابتين في الإيمان الحي العامل بالمحبة، إن أطعنا وصاياه التي ليست بثقيلة إلا على كل من يحيا وفق أهوائه الخاصة

سلام الرب وبركته بفيض تسكن قلبكم وقلبي آمين
  رد مع اقتباس