وحينما ندخل في هذه الخبرة القاسية للتأديب والتقويم،
فأننا نجد أن أصغر مشكلة في حياتنا صارت جبلاً عظيماً لشعورنا أن الله غائباً عنا ووجه محتجب، لذلك نرتاع جداً ونخاف بشدة من كل شيء: يا رب برضاك ثبت لجبلي عزاً، حجبت وجهك فصرت مرتاعاً (مزمور 30: 7)، لذلك نتوجع فنصرخ مع المزمور قائلين: أسرع أجبني يا رب، فنيت روحي، لا تحجب وجهك عني فأُشبه الهابطين في الجُب. (مزمور 143:7)
v يا رب إله خلاصي، بالنهار والليل صرخت أمامك. فلتأتِ قدامك صلاتي، أمل أُذنك إلى صُراخي. لأنه قد شبعت من المصائب نفسي، وحياتي إلى الهاوية دنت. حسبت مثل المنحدرين إلى الجُب، صرت كرجل لا قوة له. بين الأموات فراشي مثل القتلى المضطجعين في القبر الذين لا تذكرهم بعد وهم من يدك انقطعوا. وضعتني في الجب الأسفل، في ظلمات، في أعماق. عليَّ استقر غضبك، وبكل تياراتك ذللتني.
ابعدت عني معارفي، جعلتني رجساً لهم، أغلق عليَّ فماً أخرج. عيني ذابت من الذل، دعوتك يا رب كل يوم، بسطت إليك يدي. أفلعلك للأموات تصنع عجائب أم الأخيلة تقوم تمجدك.
هل يُحدَّث في القبر برحمتك أو بحقك في الهلاك. هل تُعرف في الظلمة عجائبك وبرك في أرض النسيان. أما أنا فأليك يا رب صرخت وفي الغداة صلاتي تتقدمك. لماذا يا رب ترفض نفسي! لماذا تحجب وجهك عني! أنا مسكين ومُسلِّم الروح منذ صباي، احتملت أهوالك، تحيرت. عليَّ عبر سخطك، أهوالك أهلكتني. أحاطت بي كالمياه اليوم كله، أكتنفتني معاً. أبعدت عني مُحباً وصاحباً، معارفي في الظلمة. (مزمور 88)