06 - 09 - 2018, 05:59 PM
|
رقم المشاركة : ( 2 )
|
† Admin Woman †
|
رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله
(1) وكلمة أخطأوا
تعني (في المفهوم الروحي واللاهوتي): تعدي الخط واجتيازه، بمعنى أن الكل تعدى، اجتاز الحدود وعبر لجانب مُعاكس من جهة الطبع والهدف وطريقة الحياة، وأعطى ظهره لموطنه الأصلي والطبيعي، فتخلى عن جنسيته آخذاً جنسية أُخرى مختلفة تمام الاختلاف، ونسى لغته الأولى، أي لغته الأم، وتعلَّم لغة أُخرى تتناسب مع وضعه الجديد الذي تأقلم عليه وتآلف معهُ، ففقد كل ما هو أصلي (original) (authentic)، أي كل ما هو [أَمِين؛ حَقِيقِيّ؛ حَقّ؛ صَحِيح؛ صادِق؛ مَوْثُوقٌ بِهِ؛ واقِعِيّ]، وعاش في الوهم، بحياة مسخ مُمزقة. وهذا هو معنى أخطأ الجميع،
لأن هنا الإنسان صار لحالٍ آخر يُخالف طبيعته الأولى البسيطة القاطنة في حالة من المجد الفائق للطبيعة، أي أنه تعرى من كساء المجد الخاص الذي كان يرتديه، وفقد لغة المخاطبة مع الله، لأننا لو نلاحظ كلام سفر التكوين عن أن هناك حديث خاص مع الله بلغة لا نعرفها، لأننا فقدنا الحالة الأولى فصرنا نجهل أصلنا لأننا تغربنا عنه، لذلك نجد أنفسنا [ونحن في معزل عن الله ولم ندخل بعد في سرّ الإيمان، ولم نتذوق (كخبرة في حياتنا الشخصية) سرّ الصلاة وقوتها وفاعليتها، هذه التي تُدخلنا لعرش الرحمة الإلهية وتشع فينا مجد الله الحي]، أننا لا نعرف كيف نُخاطب الله كما يليق، ولا كيف نُجري حواراً معهُ يُسعد قلبنا ويبهجنا، لذلك السؤال المطروح من كثيرين: كيف أُصلي وأُخاطب الله؟ وما هي المعاني التي ينبغي أن أتكلم بها حتى يستمع إليَّ ويستجيب صلاتي ويُكلمني فأسمع صوته لكي أفرح وابتهج؟ فأساس المشكلة هنا تكمن في اننا ما زلنا في حالة (أخطأ الجميع) لأننا خارج موطننا السماوي،
نحيا في الظلام الدامس منعزلين ومنفصلين عن الله حياة النفس، لذلك نجهل النور ولا نعرف كيف نعيش فيه باستقامة وأمانة قلب صالح، لأن الإنسان الذي عاش في الظلام طيلة حياته لا يستطيع أن يفتح عينه في النور (فجأة) لأنه لن يحتمله أبداً، بل سيهرب منه سريعاً. إذاً تعبير "أخطأ الجميع" يعني أن الإنسان اجتاز الحدود وباع نفسه، فصار عبداً تحت سلطان آخر غير الله (أما أنا فجسدي مبيع تحت الخطية – رومية 7: 14)، أي أنه اُستعبد للخطية بالتمام، فسرى فيه موتها طبيعياً، لأن هذه هي أُجرتها الوحيدة، لأنها طبيعياً حاملة الموت في باطنها، ولا تحتاج أبداً أن يُحملها أحد حكم الموت واللعنة، لأن الله حينما نطق بالحكم على آدم لم يحكم إلا بالعدل، وعدل الله هو البرّ، فحينما قاس قلب آدم على ميزان البرّ، وجد فيه ما هوَّ مغاير للغرس الإلهي الأول، فحكم حسب ما رآه موجود فيه فعلياً، لذلك فأنه (أي في الحكم) أظهر فقط المصير المحتوم التي تحمله الخطية، لأن الخطية هنا كما قلنا هي التعدي الذي حصل فيه انفصال وخروج عن الخط المرسوم، والذي بدوره جعل الإنسان مقطوع الرأس، أي أنه انفصل عن الله وسقط من مجده الخاص الموهوب له منه (أنظر حزقيال 16).
|
|
|
|