عرض مشاركة واحدة
قديم 06 - 09 - 2018, 05:58 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,450

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله

إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ (رومية 3: 23)
الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله
بعدما شرحنا بالتفصيل معنى "الكل زاغوا وفسدوا معاً، وليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد"، نعود لنغوص فيما هو أعمق لنتعرَّف على العوز الحقيقي للنفس، وهذا – بالطبع – يتضح لنا بسهولة بعد شرح المعنى الحقيقي للسقوط، لأن من يعرف عاره يعرف كيف يطلب مجده، ومن يعرف طبيعة مرضه يلجأ للمختص، أي إلى الطبيب الحقيقي القادر وحده على رد تمام الصحة والعافية، وذلك عن حاجة شديدة إليه ليمد يده بالشفاء العاجل لقلبه المعتل.
فمن المستحيل أن نعرف حاجاتنا وعوزنا الحقيقي
إلا بعد معرفة طبيعة السقوط الذي صار لطبيعتنا التي فسدت بالتمام لأنها قُطعت من أرض الأحياء أي بمعنى أدق فُصلت عن الله رأسها، لأن رأس كل خليقة لم يعد ملتصقاً بخليقته كما كان، لذلك سرى فيها الفساد طبيعياً، لأن الموت صار يعمل فيها ولم يعد فيها أي شيء صالح (والصلاح هنا هو الأعمال الحسنة الإلهية الجميلة كما سبق وشرحناها)، لذلك ليس لها حل سوى الإحلال والتجديد، لأنها مثل أساس المنزل المُتهالك الذي أكل خشبه السوس، وأكلت العثة قماشه، لذلك لا ينفع إلا للحريق، لأن ما اضمحل وتمزق قد فسد وتفسخ فلا يصلح لشيءٌ أبداً، إلا أن يُطرح خارجاً ويُداس من الناس، لذلك طالما الفساد طالنا داخلاً وانعكس علينا خارجاً وظهرت ثماره المعطوبة الغير صالحة، فنحن نحتاج لعملية إحلال وتجديد جذري، أي أن خليقتنا العتيقة لم تعد تنفع ولا تصلح ولا تُرمم، بل مصيرها للصلب والموت لكي لا يستمر فعل الفساد سارياً، لأن ما قد مات سيستمر في التعفن ونشر الأوبئة والأمراض التي لا تنتهي، بل وستصير عدوى متفشيه لكل من هم حوله، فأن لم يتم القضاء عليه والتخلص منه إلى الأبد، وذلك باستئصاله من جذوره حتى لا يبقى منه شيئاً، فأنه سيصير مثل الخمير الذي يُخمر العجين كله، لأن حتى ناموس الوصايا الصالحة والفرائض، لم يستطع أن يُصحح وضع الإنسان ويُعطيه الصحة والعافية، بل كشف عن طبيعة مرضه الخطير وأظهر موته وأكد دينونته: لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ، فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ (رومية 8: 3)
  رد مع اقتباس