(3) ليس من يعمل صلاحاً (×کض‘וض¹×‘) وهذه الكلمة لا بُدَّ من أن نفهمها جيداً جداً، لأن معظم الناس تظن أن القصد من الكلمة هنا: "الشيء الصالح الجيد" وبالتالي يفتكرون في أعمال الرحمة وغيرها من الأعمال الطبيعية الإنسانية العُليا والتي من الممكن أن يعملها أي أحد حتى ولو كان في معزل تام عن الله بل ولا يؤمن به إطلاقاً، لكن المعنى المقصود مختلف تمام الاختلاف عن المعاني التي تقال في معظم العِظات والتفسيرات والشروحات التي تُركز على الأعمال الإنسانية الطبيعية، لأن الكلمة أتت بمعنى (beautiful) = [آية في الجمال أو الجمال الفائق للطبيعة؛ بَهِيّ؛ بَهِيج؛ جَمِيل؛ حَسَن؛ حُلْو]
فالصلاح هنا يُعبر عن جمال عمل الله في كماله،
إذاً الموضوع ليس كما نظن من جهة فعل الصلاح العادي
فبدون وجود الله في حياتنا الشخصية وسكناه فينا،
وهذه هي علامة الأعمال الصالحة التي بحسب النعمة والتي يحققها فينا الروح القدس: "الراحة والسلام اللذان يولدان الفرح في النفس، وذلك بسبب أن كل شيء صار حسناً جداً بسبب الأعمال التي يعملها الله فينا بنفسه [لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة – فيلبي 2: 13]، لذلك الرب قال: فليُضيء نوركم هكذا قُدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة (حسنٌ جداً) ويمجدوا أباكم الذي في السماوات (متى 5: 16)