عرض مشاركة واحدة
قديم 06 - 09 - 2018, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله

الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله


(3) ليس من يعمل صلاحاً (×کض‘וض¹×‘) وهذه الكلمة لا بُدَّ من أن نفهمها جيداً جداً، لأن معظم الناس تظن أن القصد من الكلمة هنا: "الشيء الصالح الجيد" وبالتالي يفتكرون في أعمال الرحمة وغيرها من الأعمال الطبيعية الإنسانية العُليا والتي من الممكن أن يعملها أي أحد حتى ولو كان في معزل تام عن الله بل ولا يؤمن به إطلاقاً، لكن المعنى المقصود مختلف تمام الاختلاف عن المعاني التي تقال في معظم العِظات والتفسيرات والشروحات التي تُركز على الأعمال الإنسانية الطبيعية، لأن الكلمة أتت بمعنى (beautiful) = [آية في الجمال أو الجمال الفائق للطبيعة؛ بَهِيّ؛ بَهِيج؛ جَمِيل؛ حَسَن؛ حُلْو]

فالكلمة هنا تُفيد المعنى الجمالي من جهة اللمعان والبريق، وهو الخاص بالجمال الإلهي المنعكس على الخليقة كلها وبخاصة الإنسان، والذي يحركه – بسرّ ملامح الطبيعة الإلهية التي فيه – تلقائياً ليعمل كل ما هو صالح حسب قصد الله، لأن حينما يمتلئ الإنسان من الجمال الإلهي ينعكس ذلك (طبيعياً) على حياته كلها ويصنع كل شيء جميلٌ وحسنٌ جداً وفق مشيئة الله حسب ما حدث في الخلق الأول، لأننا نجد نفس ذات الكلمة عينها في سفر التكوين من جهة الخلق: [ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسنٌ (×کض–וض¹×‘) جداً] (تكوين 1: 31) ونتيجته أن الله ارتاح بسبب هذا العمل الحسن.
فالصلاح هنا يُعبر عن جمال عمل الله في كماله،
هذا الذي أُعطى للإنسان من جهة الشركة، لأنه خُلق على صورة الله، فينبغي عليه أن يُحقق المثال ويعمل أعمال الله الحسنة جداً المُريحة للقلب والخليقة، وهذه تستحيل – في المطلق – بسبب حالة غياب الإنسان عن الله، لأنه فاقد قوة الحياة النورانية وبالتالي دخل في حالة من التشويه الداخلي وبالتالي صار يعمل أعمال شوهت الطبيعة فثبت اللعنة بأعماله: ملعونة الأرض بسببك بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك (تكوين 3: 17).
إذاً الموضوع ليس كما نظن من جهة فعل الصلاح العادي
من إعطاء العشور أو التبرع بالأموال أو مجرد أعمال رحمة أو مُجرد طاعة الوصية من الخارج، بل القصد: "أعمال إلهية بالدرجة الأولى" والتي لها رونق وجمال ولمعان مجد سماوي يخصها في ذاتها، والتي تؤدي بالتالي – بتلقائية – إلى الراحة الحقيقية والبرّ والسلام الداخلي بسبب حالة الرضا الإلهي الذي فيها، لذلك الرب قال بنفسه: أنا الكرمة وأنتم الأغصان، الذي يثبت فيَّ وأنا فيه، هذا يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً (يوحنا 15: 5).
فبدون وجود الله في حياتنا الشخصية وسكناه فينا،
لن نستطيع أن نعمل أعمال الصلاح الذي يعملها هوَّ من خلالنا، لذلك فكل كلام عن أعمال الإنسان وجهاده الشخصي، والتي يظن البعض أنها تُخلِّصه وتجعله مقبولاً عند الله هي عبارة عن وهم وسراب لا يحقق راحة ولا هدوء للنفس ولا فيه أي نوع من أنواع الشفاء، بل هو عِبارة عن ثقل حمل شديد يجعل الإنسان في صراع دائم مع نفسه، ولن يجعله أبداً يصل لميناء الراحة والسلام، مع أن الصلاح الحقيقي كما شرحناه، هو الوحيد الذي فيه راحة.
وهذه هي علامة الأعمال الصالحة التي بحسب النعمة والتي يحققها فينا الروح القدس: "الراحة والسلام اللذان يولدان الفرح في النفس، وذلك بسبب أن كل شيء صار حسناً جداً بسبب الأعمال التي يعملها الله فينا بنفسه [لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة – فيلبي 2: 13]، لذلك الرب قال: فليُضيء نوركم هكذا قُدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة (حسنٌ جداً) ويمجدوا أباكم الذي في السماوات (متى 5: 16)
إذاً ليس من يعمل صلاحاً (بهذه الصورة التي تم شرحها حسب قصد الله) هي نتيجة طبيعية جداً بسبب (فسدوا) لذلك ارتبطت الكلمة بـ (ولا واحد)، تعني ألا تتعب نفسك أيها القارئ العزيز وتظن أنك تستطيع أن تعمل أعمال الصلاح على هذا المستوى الفائق، لأنها ليست من إمكانيات الإنسان الطبيعية، بل مصدرها واحد: هو الله الخالق العظيم.
  رد مع اقتباس