عرض مشاركة واحدة
قديم 06 - 09 - 2018, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,351

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله

الجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله


فالله لا يُشمخ عليه، ولا يستطيع أحد أن يخفي عن عينه شيئاً قط،





بل وأبداً، لأنه بصريح العبارة المعلنة في كلمة الله مكتوب: وَلَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا (عبرانيين 4: 13)، فالكل بلا استثناء عاش في درامة العصيان، سواء على وصية الله الصريحة المباشرة والمعلنة في الكلمات العشر، أو على ضميره الإنساني المغروس فيه وصية الله طبيعياً بحسب قوة الخلق الأول.
+ فقال يسوع: لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم، حتى يُبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون (يوحنا 9: 39)
فلنصغي للكلام الخارج من فم الابن الوحيد الجنس لأنه قوة شفاء وخلاص النفس المتعبة، فبكونه يسوع مخلص شعبه من خطاياهم، قال بتدقيق لأنه يعي ما يقوله جداً بكونه الله الظاهر في الجسد: "لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم"، مع أنه قال أيضاً: وأن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أُدينه لأني لم آتِ لأُدين العالم، بل لأُخلِّص العالم (يوحنا 12: 47)
فلننتبه جداً لأن الكلام عن جد خطير ومهم للغاية،
وليس فيه أي تناقض سوى ظاهري فقط، لكنه في الحقيقة هو سرّ شفاء النفس المتعبة وذلك أن سمعت وأطاعت وآمنت، أو هوَّ سرّ إعلان دينونة النفس وموتها إذا لم تسمع ورفضت، وبذلك يصير ضلالها أكيد بسبب عناد القلب وكبرياءه في عدم إيمان، لذلك السؤال المطروح الآن: ما هي هذه الدينونة التي أتى بها الرب للعالم؟
بالطبع لن نضع كلمات (أو تفسير) إنسان لأن الرب بنفسه فسر وشرح كلماته إذ قال:
+ وهذه هي الدينونة: أن النور قد جاء إلى العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة؛ فقال يسوع لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم حتى يُبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون، فسمع هذا الذين كانوا معه من الفريسيين وقالوا له ألعلنا نحن أيضاً عميان!، قال لهم يسوع: لو كنتم عمياناً لِما كانت لكم خطية، ولكن الآن تقولون اننا نُبصر فخطيتكم باقية؛ من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يُدينه: "الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير". (يوحنا 3: 19؛ 9: 39 – 41؛ 12: 48)
في الحقيقة الروحية واللاهوتية، أن كلمة الله هي ميزان حساس وازن القلوب، شعلة دينونة نارية، سيف حاد عادل يفصل في أمور النفس بمنتهى الدقة، وهدفها كشف المستور الخفي وفضحه بغرض الإبراء للشفاء التام، فهي مثل الطبيب الذي يُشخص المرض بدقة ويُظهر حقيقته ويُحدد هل يحتاج جراحة أم مجرد علاج، وهي بالتالي كالجراح الماهر حينما يفتح بالمشرط مكان الورم الخبيث فيستأصله وينظف المكان جيداً جداً لكي لا يبقى له أدنى أثر، وبذلك يتم الشفاء على نحوٍ تام كامل، ونفس ذات الفحص – إذا عدنا لموضوع الذبائح في طقس العهد القديم – يتم إجراءه في ذبيحة المحرقة حينما يفحص الكاهن الذبيحة بالسكين الحاد من الداخل (بعد ذبحها) لكي لا يكون فيها أي عيب، وهكذا هي كلمة الله الفعالة، إذ أنها تذبح الإنسان العتيق، وتُعري النفس تماماً وتكشف مكنونات القلب الخفي وتُشرَّح كل جُزء فيه، وتستخرج منه سم الحية القاتل، وتعالجه بالتمام، لذلك علينا (أن أردنا أن نُشفى فعلياً) أن نقف كما نحن (بدون أن نضع حجج أو نبرر أي خطأ فينا عن طريق المواقف أو حتى بكوننا ضعفاء، فلا ينبغي أبداً أن نُجمل أنفسنا) أمام دينونة كلمة الله، بل لنعرف أنفسنا عن طريقها وحدها وما هو خفي فينا، لأن كثيرة هي حيل النفس المضللة، لأن القلب نجيس ومخادع واخدع من كل شيء، فمن هو الذي يستطيع أن يعرفه ويفحصه ويعرف داءه ودواءه سوى الله الحي بكلمته النارية.
  رد مع اقتباس