[Mary Naeem]

حالة نادرة لطفلة تتعرق دم

ماذا تعرف عن العرق سوى أنه سائل تُفرزه الغدد العرقية في جسم الإنسان للتخلص من الأملاح وتخفيف درجة حرارة الجسم خاصةً في فصل الصيف. لكن ما سنتحدث عنه في المقال، جاء مغايرًا لكل ما نعرفه! فهل سمعتَ من قبل عن شخص يتعرق دم بدل العرق العادي؟!

مؤخرًا، تم قبول فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا في مستشفى “Quy Hoa” الوطني لجُذام الجلد، في فيتنام، للاشتباه من معاناتها من حالة طبية نادرة للغاية، تُسمى هيماتوهيدروزيس hematidrosis، وتعني أن الشخص يتعرق دمًا بدل العرق العادي!

الحالة الغريبة بدأت بالظهور على الطفلة قبل نحو 3 أو 4 أشهر، حيث زعم والدها أنها كانت متوترة للغاية بشأن امتحان، لكنه لم يُبادر بأخذها للطبيب حتى اشتدت الأعراض، وأصبحت تتعرق دم ثلاث أو أربع مرات باليوم وتعاني من صداعٍ شديد.
في البداية، شخّص الأطباء حالة الطفلة التي أُشير لها بالاسم N فقط حفاظًا على خصوصيتها، بأنها عدوى جلدية، ووُصفت لها بعض الأدوية. لكن العلاج لم يُساعد على الإطلاق. لذلك، انتقلت الأسرة إلى مقاطعة جيا لاي في فيتنام، إلى مستشفى كيو هوا لجذام الجلد، في كوي نون، على أمل العثور على علاج للطفلة.

وتم تشخيص حالة الطفلة بأنها مُصابة بحالة تُسمى “هيماتوهيدروزيس”، وهي حالة طبية حقيقية على الرغم من أن هناك أعداد قليلة للغاية مصابة بها في العالم.
ففي حالات معينة، يُمكن أن تتمزق الشعيرات الدموية الصغيرة في أجسادنا، ما يؤدي إلى خروج الدم من خلال الغدد العرقية. يُشار إلى أن حالة العرق الدموي ليست مفهومة تمامًا، ولكن ورقة بحثية أُعدت عام 2013 أشارت إلى أنها ترتبط بالإجهاد الجسماني الشديد. وتحيط أطياف الأوعية الدموية بالغدد العرقية في وجوهنا، وخلال فترات الإجهاد الشديد، تتسبب الهرمونات في انقباض هذه الأوعية، خاصة عندما يرتفع الضغط، حيث تنفتح مرة أخرى، وفي بعض الحالات، قد تحدث العملية بسرعة كافية لتسبب انفجار بعض الأوعية الدموية، ويختلط الدم المتسرب مع العرق وينزف من خلال المسام.
ولأن هذه الحالة نادرة ولم يُصب بها عدد كبير، فإن معرفتنا حولها قليلة للغاية، وليس هناك علاجٌ واضحٌ لها. وفي حالة الطفلة N، فقد أجرى الأطباء جميع الاختبارات اللازمة لمعرفة كفاءة أجهزتها الحيوية، وكانت النتائج طبيعية وسليمة. لذلك، يُحاول الأطباء في الوقت الراهن التخفيف من مستويات الإجهاد لدى الطفلة، على أمل أن يكون ذلك السبب وراء “عرق الدم” الذي تُعاني منه الطفلة.