[walaa farouk]

الأيمان بالثالوث.. يشمل بالتأكيد الأيمان بالكنيسة!!
فإن كان الثالوث الذى نحن على مثاله
يحيا فى شركة داخلية عميقة
ويشتهى أن يهبنا هذه الشركة ويدخلنا اليها.. فكيف نحيا نحن متفرقين؟؟!!!
الروح القدس هو روح الوحدة والشركة.
. لا يأخذ أحد لينفرد به بعيداً عن جسد الأبن.
. أو حضن الآب.. ومن هو جسد الأبن.
. أو من يسكن حضن الآب سوى أخوتى؟!!
لكن روح الضلال قد يفعل هذا!!
لذا فالحرب الموجهة نحو الكنيسة فى أساسها وعمقها
هى نحو فكرة ومبدأ الكنيسة نفسه!!
لا يُسر العدو بوجود جسد حقيقى حى للمسيح
.. لا يُسر بفكرة أن يكون لى أخوة أخذ منهم وأعطيهم
.. أستند عليهم ويسندونى.. لا يُسر بالكنيسة.
. لأنه يعلم جيداً أنها موضع محبة وسكنى وحضور الثالوث.
. وموضع الحماية الأكيد!!
وبالتالى تكثر الأتجاهات نحو العلاقات الروحية الفردية
.. التى لا ينتمى فيها الشخص لأحد.. سوى لنفسه.
. أو لجماعة ضيقة من المتفقين معه..
وهذا ما يمكن أن نسميه حزباً..
أما الكنيسة فهى جسد المسيح المتسع!!
أو تتشوه الصورة بتحويل الكنيسة فى أذهان الناس
لمجرد مبنى أو طقس أو جماعة الخدام!!
وقد يستغل العدو مشاكلنا النفسية ويروحنها
فيلقى بنا إلى علاقات نُعطى فيها فقط
ونتعفف عن أن نأخذ أو نطلب.. ليوهمنا اننا نحيا الكنيسة..
إلى أن نُستنزف.. فنسقط.. لأننا بلا كنيسة!!
وتلك البدعة الكبرى.. أنك مع الرب لا تحتاج أحد!!
فرق كبير بين أن تكون علاقتى شخصية
وخاصة مع الرب كعضو فى جسد المسيح
، وبين أن تكون علاقتى فردية.. ولا أنتمى لأحد!!
إن كنت فى شركة حقيقة عميقة مع الثالوث
فلابد أن أختبر فيه الوحدة مع أخى البعيد عنى فى المسافة..
والمختلف أيضاً عنى فى الفكر..أو الفعل
.. فالشركة الحقيقية هى أمر أعمق بكثير من التشارك
فى الافكار والأفعال أو المكان!!
ثالوث الحب يأخذنا دوماً الى الخارج..
يضع فينا تلك الرغبة للقاء الأخر وأكتتشافه والأتحاد معه..
فكيف أكون فى علاقة معه.. وأفقد شغف اللقاء بالأخر!!
ليس الثالوث أنانياً ليبقينا معه بمعزل عن الأخوة.. فقد كانت رؤيته منذ البداية أن يُنشىء عائلة.. يكون حاضراً فيها.. وتكون مسرته ❤️