عرض مشاركة واحدة
قديم 22 - 07 - 2012, 08:50 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,652

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصلاة الربانية "كيف نحولها إلى حياة" أبونا متى المسكين

واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا
الصلاة الربانية "كيف نحولها إلى حياة" أبونا متى المسكين

لغة المسيحي هي لغة المحبة، وبرهانها وعنوانها لغة المغفرة للآخرين. يظن بعض المسيحيين اليوم (ذوي النزعات المتحررة غير المسيحية) أن عدم المغفرة للآخرين، أي ردَّ الصاع صاعين أو بلغة العهد القديم ”عين بعين وسنٌّ بسنٍّ“، هي التي ستمنع المُسيء عن الاستمرار في إساءته لك. وهذه حيلة شيطانية في هذا الجيل، إذ يطمح الشيطان من ورائها أن يقضي على التقوى المسيحية التي تأصَّلت في قلوب المسيحيين بالمغفرة لمضطهديهم والذين يُسيئون إليهم، حتى ولو كانوا من أتباع الدين الآخر.
ولكن تيقَّظ! فإن سلاح المحبة ذا النصل الحاد للغفران هو الذي يكسر شوكة الشيطان. وبهذا تحفل سِيَر القديسين باختبارات عن انكسار الشيطان أمام الغفران للآخرين المسيئين. هذه حقيقة دامغة، فلا تنصت لغيرها.


افصلْ تقديمك المغفرة عن مشاعرك الشخصية حينما تكون ثائرة ملتهبة بسبب الإساءة. وثِقْ أن الرب سوف يقويك، لأنه احتمل إساءات البشر إليه حينما كان متجسِّداً.


تأمل في تصرُّف الرب أمام المسيئين والمستهزئين ثم الصالبين حيث طلب إلى الله الآب وهو على الصليب رافعاً ذبيحته للغفران أن يغفر لهم جميعاً، وليس فقط يغفر كتقديم فضيلة، بل كملتمس العذر لهم في إساءتهم لجلاله وهيبته وقداسته، بقوله: «لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» (لو 23: 34).


إن هذه اللحظة - لحظة غفران المسيح لصالبيه بهذه الطريقة - كانت لحظة انكسار الشيطان الذي استعبد العالم لنفسه ببث الكراهية والأحقاد والانتقام ما أدَّى إلى الحروب والقتل بين الأفراد والشعوب والدول. وها هو يحاول اليوم مع المسيحيين، رسل المحبة والغفران وسط العالم المتصارع بعضه مع البعض لكي يثنيهم عن هذا الطريق، ولن يفلح.


ولابد أن تعرف أن غفران الإساءة لا يعني تبرير خطأ المُسيء أو الاعتراف به. إنه يعني فقط المسامحة الشخصية على الإساءة. وفي الوقت نفسه، فإنه يُحرِّرك من المرارة التي يمكن أن تُسمِّم نفسك وتؤذيها بالمشاعر السلبية.


وبعكس ما يظن الكثيرون، فإن المغفرة سوف تُشدِّد وتجدِّد نفسيتك، وتعطيك دفعة قوية وصحة نفسية، لتتحرك مُطالِباً بحقِّك أو مُقدِّماً شكواك أو متصرِّفاً أي تصرُّف يرشدك إليه الروح القدس الذي فيك؛ دون أن تتهوَّر أو تتسرَّع أو تتصرَّف بنفس منهزمة، فتفقد سلامة وصواب طريقك. ولكن كل هذا بشرط أن يكون غفرانك مؤسَّساً على نعمة الروح القدس الذي في داخلك، وليس عن إحساس بضعف أو مذلَّة أو كأنك مغلوب على أمرك. هذا هو الغفران المسيحي، غفران الشجاعة والمقدرة.


وأعظم نتيجة لغفراننا للآخرين إساءاتهم، أن ننعم بغفران الله لخطايانا. لذلك تقدَّمْ إلى الله ملتمساً غفران الله، بالاعتراف بخطاياك، وبالثقة في دم المسيح المسفوك على الصليب الذي «يُطهِّرنا من كل خطية» (1يو 1: 7). واشكر الله على صليب المسيح وفدائه عن خطايانا أمام الله الآب، وتقديمنا إليه للدخول إلى عرش النعمة لنجد صفحاً عن خطايانا وزلاَّتنا
  رد مع اقتباس