[Mary Naeem]

بحلول 2050 سيعاني نصف سكان العالم من قصر النظر

يعاني الكثير من قصر النظر، وتوجد أكبر نسبه لانتشار المرض بالدول الآسيوية، إذ تقترب من 80 إلى 90 % من أطفال المدارس الثانوية، و96.5 % من الذكور البالغ عمرهم 19 عاماً.
والأسوأ من ذلك أن الباحثين يقولون في دراسة إنه بحلول عام 2050 سيعاني 5 مليارات شخص من قصر النظر، وهذا العدد أكثر من نصف سكان العالم، ولكن كيف سيحدث هذا؟، حسب موقع "how stuff works" الأمريكي.
ربما يظن العديد من الأشخاص أن هذا الأمر له علاقة بكثرة الوقت الذي نقضيه أمام الكمبيوتر أو الهواتف الذكية، إلا أن الأمر ليس كذلك، إذ بدأ الارتفاع في نسبة المصابون بقصر النظر قبل انتشار تلك الأجهزة، وهذا الأمر يُدرس منذ الستينيات.
يكشف البحث الأخير أن معدلات قصر النظر في العالم تنبع من قضاء الكثير من الوقت في داخل الأماكن، وتظهر العديد من الدراسات، بما فيهم واحدة أجرتها كلية البصريات في جامعة "أوهايو" الأمريكية، وأخرى بواسطة جامعة أستراليا للتكنولوجيا في سيدني، أن الأطفال يقضون وقتًا قليلًا في الهواء الطلق، وهذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر.
ويفسر هذا ارتفاع معدلات قصر النظر في البلدان الآسيوية، إذ يؤدي التركيز القوي في التعليم إلى بقاء الأطفال في المنزل ساعات أطول من الأطفال الذين يعيشون في بقية أنحاء العالم.
وعن مسببات قصر النظر، يقول البحث إنه عند إطلاق "الدوبامين"(مادة كيميائية تؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات، بما في ذلك الانتباه والتوجيه وتحريك الجسم) إلى الشبكية، يمنع عدسة العين من الإطالة وإبهام الرؤية، والضوء هو ما يحفز إطلاق الدوبامين.
ويرجع سبب قصر النظر إلى مقلة العين الطويلة، فعادة يتركز الضوء الذي يصب في عينك مباشرة على سطح الشبكية، ولكن إذا كانت عينيك ممددة قليلاً، فستركز العدسة الضوء أمام الشبكية، مما يؤدي إلى ضعف الرؤية.
عادة، هناك نظارات أو عدسات لاصقة تعالج الأمر، ولكن يوجد 20 % ممن يعانون من هذه الحالة لديهم شكل مرتفع يسمى قصر النظر العالي، هؤلاء الأشخاص معرضون لخطر الإصابة بإعتام عدسة العين أو تمزق الشبكية أو فصل الشبكية أو العمى.
ولمواجهة الإصابة بقصر النظر، يقول البحثون إنه بالرغم من أن لا أحد يعرف مقدار الوقت الذي يجب قضائه في الهواء الطلق لمكافحة قصر النظر، ولكن قدر أحد الباحثين في الجامعة الوطنية الأسترالية في "كانبيرا" هذا المقدار بـ 3 ساعات أو أكثر في اليوم، ومن الممكن أيضًا أن تساعد الأضواء الداخلية القوية في المكافحة.