3- عدم محاسبة التائب
العجيب، أنّه عندما عاد الابن بادر الأب إلى إعطائه الحقوق والنعم المفقودة بدل أن يسأله أين بدّد المال، أو لماذا أهان الحبّ الأبويّ ورحل. هذا طبيعي لمن ينتظر. ألم تكن هذه هي أسئلة الابن الأكبر، وهذا ما أدهشه في أبيه؟ أليست هذه المحاسبة الغريبة هي التي ستجعل الابن العائد لا يعود يفكر بالرحيل ثانية ويبقى مديناً بالحبّ والتوبة مدى الحياة؟ نعم، لا يحاسب الله على الماضي، لأنّه الأب الحنون وليس الأب المهان أو المجروح.
كلّنا نتمّنى المصالحة مع بعضنا البعض، ولكن غالباً ما نسلك طرقاً مخالفة لطريقة هذا الأب الحنون. لأنّنا نطالب ولا نسامح عند اللقاء! نعاتب ونحاسب ونشترط إعادة الحقوق قبل الغفران. لكن بالنسبة لله المسألة هي “لقاء” وليست تصفية حسابات! “يا بني أعطني قلبك”! وهذا هو حقّ الله الأثمن من كلّ خاطئ يعود!