دير الملاك غبريال الشهير(أبى خشبة) بالفيوم... وتاريخ طويل من الحياة الرهبانية -
جبل النقلون يشهد لتاريخية وقدسية هذا المكان.. وحكاية 68 مغارة لا تنتهي.
من داخل الوحي المصري تبدأ جولتنا هذا الأسبوع مع دير رئيس الملائكة غبريال، الذي يبعد عن مدينة الفيوم بحوالي 13كم إلى الجنوب، حيث ترى الطريق سهل، على جانبيها زراعات، لكن ثمة مساحة تختفي فيها الزراعات وتظهر الصحراء، يمكن مشاهدة الدير على بعد ستة كيلومترات فهو يرتفع عن الأرض بمقدار مائة متر، هناك حياة أخرى، فالجبل * جبل النقلون يحتل خلفية المشهد، ثمة هدوء كبير يضفي على المكان روحانية كبيرة. دخلنا من البوابة الكبيرة وكان معنا في هذه الجولة القمص روفائيل سامي راعي كنيسة طامية وهو له كتابات كثيرة عن تاريخ الآثار القبطية، ورئيس هذا الدير هو نيافة الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والذي له إنجازات كثيرة في إعادة الحياة الرهبانية في هذا المكان المقدس.
دير الملاك غبريال هو من الأديرة القديمة. يقع في جبل النقلون بالقرب من عزبة قلمشاة. وهو يقع على ربوة صخرية مرتفعة عن مستوى عزبة قلمشاه. وتظهر حافة الوادي الخضراء محيطة بالجبل من الناحية الغربية للدير, على بعد 3 كم تقريباً من مدخل الدير الحالي. كما يذكر أميلينو أن الدير يقع في مكان منخفض عن دير سدمنت Sedmant.
يذكر المؤرخ أبو صالح الأرمنى عن جبل القلمون (الذى به دير الأنبا صموئيل) قائلاً: "الجبل له شقيق يعرف بجبل النقلون". كما يذكر عثمان النابلسى عن دير النقلون فيقول:" دير النقلون يقع في الجبل القريب من قمبشا, وهو في الناحية الشرقية منها" إلا أن المقريزى يشير إلى هذا الجبل بأنه يعرف " بطارف الفيوم وهو يطل علىبلدين يقال لهما أطفيح شيلا وشلا (من الأديرة المندثرة), وأن الدير يسمى باسم دير النقلون, ويقع في مغارة تعرف عندهم باسم مظلة يعقوب".
فى وصف فانسليب لموضع الدير يذكر " أنه يبعد عن الفيوم مسافة ساعتين في الاتجاه الجنوبى الغربى, وهو قرب جبل النقلون, في الطريق إلى الديرنجد بعض المبانى الفرعونية ".
تسمية الدير
يسمى دير الملاك غبريال بجبل النقلون بدير الخشبة, فيذكر العلامة المقريزى " أن دير النقلون يقال له دير الخشبة, ودير غبريال الملاك " كما وردت هذه التسمية أيضاً عند بعض المؤرخين القدامى أمثال على باشا مبارك والفريد بتلر. كما يذكر أيضاً فانسليب في رحلته أنه " سافر إلى دير الخشبة " ويرجح أملينو أن تسمية الدير بالخشبة هى على أساس أن كلمة QE بالقبطية تعنى خشبة أو بإضافة أداة التعريف mn فتصبح الكلمة بمعنى الخشب. ومن ثم يكون الاسم القبطى للدير هوMonacthrion mnqe بمعنى دير الخشب. وقد ورد في سبب تسمية الدير بالخشبة في كتاب السنكسار الحبشى فيقول " توجد خشبة في سقف الكنيسة لها علامة تشير إلى فيضان النيل, ففى وقت القداس ينقط منها ماء كثير إذ كان في تلك السنة رخاء, وإذا كان جوع يظهر ماء مثل العرق. وقد ورد نفس هذا الأمر في مخطوط محفوظ بالمتحف القبطى , نقله إلى العربية الراهب يوليوس بن الحاج حنا الستفاوى عن النص الحبشى.
هناك رأى آخر يتبين من خلال التقاليد الخاصة بإيبارشية الفيوم, وهو أن خشبة الصليب المقدس قد قسمت على الكراسى الخمسة أيام الامبراطور قسطنطين. وأن الجزء الخاص بكنيسة مصر نقل في عصر فتح العرب لمصر (ويبدو ذلك مع مجىء البابا بنيامين الـ إلى الفيوم) إلى إيبارشية الفيوم, ووضع بدير الملاك غبريال بجبل النقلون. وقد تعود المسيحيون الاحتفال بعيد الصليب (سبتمبر) من كل عام بالتجمع بدير العزب بالفيوم