الموضوع: تكريس القلب
عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 06 - 2018, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,589

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: تكريس القلب

تابع ثالثاً: يا ابني اعطيني قلبك - تكريس القلب

علامة التكريس القلبي السليم – الجسد الحي والجسد الميت

ينبغي علينا أن نعلم أن الله ليس إله أموات بل إله أحياء، وبكونه فيه الحياة فحينما يقترب من الميت يُحييه ويقيمه حتى ولو أنتن كما حدث للعازر، فالإنسان بطبيعة خلقه في الأساس حي، لكن حينما سقط وانفصل عن الله حياته، دخل إليه الموت بحسد إبليس، ففقد طبيعة نقاوته التي بها كان يرى الله ببساطة قلبه وينظر إليه طبيعياً بسبب طهارة طبيعته الأولى، ولم يعد يستطيع أن يراه بعد وجهاً لوجه وطُرح بكراهة نفسه بعيداً عنه، وفقد الحس الروحاني الذي جعله يستشعر حضوره وقربه منه، واحتاج لوسيط عهد جديد يرفع سلطان الموت بقوة الحياة التي فيه، لذلك أتى ابن الله الحي في ملء الزمان كالتدبير ناقضاً أوجاع الموت، فقد هدم مملكة الموت من أساسها بالظهور المُحيي الذي لهُ، وزرع ملكوت الحياة في كل من تاب وآمن به، فسرت حياته في كل من دُعيَّ عليه اسمه العظيم القدوس، وصار كل من آمن به خليقة جديدة فيه ودُعيَّ إنسان الله الحي في المدينة المقدسة أي الكنيسة، وقلبه صار أرضاً لحلول الله، أي حسب التعبير الآبائي المُحبب [أرضاً للاهوت]، وهيكل جسده كله صار قدساً للرب والقلب قدس الأقداس الذي يرفع عليه ذبائح الحمد والتسبيح أمام نور وجه الله الحي، ومن هذه الوقائع الاختبارية صار الإنسان يا إما حي بالله حسب طبيعة التجديد أو الإنسان الجديد، أي إنسانيته المُفتداه في المسيح، أو ميت يحيا بإنسانيته القديمة الميتة المنعزلة عن الله، ولذلك جسده يُدعى حي أو ميت حسب المنهج الذي يعيشه، أو حسب التعبير الآبائي للآباء المعلمين:
+ يا اما يكون الإنسان هيكل الله الحي القائم بمجد الابن الوحيد منقاد بالروح القدس وتفوح منه رائحة الحياة، أو الهيكل الخرب المُدمَّر بالدنس والفساد وتفوح منه رائحة الموت.

ومن وقائع حياتنا الإنسانية فأننا نعلم أن هناك دلالات معينة نستطيع بها أن نُميز ما بين الإنسان الحي والإنسان الميت، فالإنسان الحي يتنفس ويبصر ويسمع ويتحرك ويلمس ويأكل ويشرب وينمو ويتقدم في العمر، وخلايا جسده تتجدد تلقائياً ولا يحدث فيها فساداً، أما الإنسان الميت فهو عكس الحي، لأن أول الدلالات على موته هو حالة الضعف والوهن الذي تدل على اقتراب الموت النهائي الذي علامته هو توقف التنفس مع حدوث شلل تام لكل أعضاء الجسد وتوقف عملها تماماً، فلا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يتأثر، والجسد اللحمي نفسه يفسد ويخرج منه روائح كريهة للغاية بسبب تحلله.
هكذا بالمثل إنساننا الداخلي،

فإما يكون ميتاً بالتمام لا يحس ولا يجس ولا يلمس مسيح الله من جهة كلمة الحياة مهما ما صنع من أعمال روحية مثل الصلاة والصوم وصدقة وغيرها، أو يكون مريضاً هزيلاً وقد شارف على الموت وحياته الروحية ضعيفة بالكاد تسنده، أو في تمام الصحة والعافية الكاملة، وهذا يتوقف على التصاقه بالموت أو الحياة: إذ ليس الموت من صُنع الله ولا هلاك الأحياء يسره؛ ادخل في ميراث الدهر المقدس مع الأحياء المعترفين للرب؛ وأما أنتم الملتصقون بالرب إلهكم فجميعكم أحياء اليوم؛ أنا إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب، ليس الله إله أموات بل إله أحياء (الحكمة 1: 13؛ سيراخ 17: 25؛ تثنية 4: 4؛ متى 22: 32)
فنحن الذي أصابتنا برودة الموت بكوننا مرضنا بالأهواء

التي تعمل في أبناء المعصية، فقد صرنا مرضى بالخطايا والذنوب قريبين من اللعنة، لا نقوى أن نتحرك طبيعياً نحو خالقنا، إلا إذا دخلنا في سرّ الشفاء والمصالحة مع الله بالمسيح واستجبنا لنداء التوبة والإيمان بالإنجيل، وفي تلك الحالة فأن ملكوت الله يأتينا ويملك الله علينا بالمحبة، فنحيا به ونتحرك وفق عمل روحه فينا الذي يُحيينا، وهذا ما يثبت أننا أحياء بالله، إذ نتنفس طبيعياً نسائم الحياة الإلهية في صلاة مخدعنا الخاص، وسعينا للقداسة بالامتلاء بالروح القدس الرب المُحيي هو الذي يوضح حركة قلبنا الحي، وحينما نحيا بالقداسة تخرج منا رائحة الحياة الطيبة، التي هي عينها رائحة المسيح الزكية، لأنه يسكن فينا بشخصه ويشع فينا قداسته وطهارته، ولذلك تفوح منا رائحته التي تظهر للرضا والمسرة أمام الآب.
لكن إن لم نستجب لنداء التوبة والإيمان بالإنجيل

وتحولنا عنه وبحثنا عن أشياء أُخرى نتعلمها ونُعلِّم بها في كنائسنا (مبادئ إنسانية سامية أو علم النفس.. الخ)، سنظل أمواتاً بالخطايا والذنوب والظلمة تسكننا وتُحيط بنا من كل جانب، ونمضي وراء الموت وتفوح منا رائحته الكريهة التي تدل على تفسخنا وتحلل أعضاءنا الروحية التي فسدت، حتى لو صرنا خداماً في الكنيسة، بل حتى ولو صرنا في كمال المعرفة ومكرسين شكلاً كمتبتلين أو رهباناً أو لنا أي رتبة كنسية رفيعة ونخدم ليلاً ونهاراً باذلين كل طاقتنا الجسدية بالتمام حتى الموت، لأن كل ما يخرج من القلب هو دلاله على ما فيه، فلو القلب حي بالله ومكرساً لهُ يخرج الصالحات حسب الوصية وفق نور المسيح المالئ النفس ومُعطرها بالقداسة.
اما لو كان التكريس بالشكل فقط وليس من القلب

فأنه يخرج منه كل ما هو فاسد ومائع، بلا لون ولا طعم ولا رائحة روحية عطرة، ويصير كل جهد الإنسان المبذول في الخدمة وكل أعمال الصلاح الخارجية من عطاء وعشور ورحمة ومحبة.. الخ، بلا معنى وبلا ثمن فاقدة كل قيمتها، لأنها رخيصة لا تنفع أن تُقدَّم لملك الدهور لأنها لن تظهر كاملة أمامه للرضا والمسرة، بل ستُثبت موت النفس وشيخوختها الروحية ومن ثمَّ تحجرها، بسبب غياب ملكوت الله.
ولذلك علينا أن ندقق في كلمات الرسول لنميز ونعرف أنفسنا، هل نحن في ملكوت الله، أم اننا خارج ملكوته نحتاج أن نتوب ونؤمن بالإنجيل لنكرس القلب لله ليملك علينا لنصير أرضاً للاهوت مملكة إلهية يسكننا الثالوث القدوس:

فماذا نقول أنبقى في الخطية لكي تكثر النعمة، حاشا، نحن الذين متنا عن الخطية كيف نعيش بعد فيها. أم تجهلون اننا – كل من اعتمد ليسوع المسيح – اعتمدنا لموته. فدفنا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدة الحياة. لأنه أن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضاً بقيامته. عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صلب معه ليُبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية. لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية. فأن كنا قد متنا مع المسيح نؤمن اننا سنحيا أيضاً معه. عالمين (بيقين) أن المسيح بعدما أُقيم من الأموات لا يموت أيضاً، لا يسود عليه الموت بعد. لأن الموت الذي ماته قد ماته للخطية مرة واحدة، والحياة التي يحياها فيحياها لله. كذلك أنتم أيضاً احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا. إذاً لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواتها. ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات برّ لله. فأن الخطية لن تسودكم لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة. (رومية 6: 1 – 14)
لذلك علينا أن نُدرك بوعي وانفتاح ذهن وتركيز عظيم،

عالمين أن كل ما تختلط به النفس فإنها تكون متحدة ومتوافقة معهُ بحركة إرادتها، فيا إما يكون لها نور ملكوت الله في داخلها لتسير في طريق البرّ وتحيا بالإيمان لأن البار بالإيمان يحيا (رومية 1: 17)، وإما يكون لها ظلمة الخطية لأنها ملكتها على الجسد إذ تطيعها في شهواته فتسقط تحت الدينونة ويصير قلبها أرض لعنة ليس فيه راحة.
لذلك يقول الرسول: [احسبوا أنفسكم أمواتاً عن الخطية، ولكن أحياء لله بالمسيح يسوع ربنا]

إذ أن الميت بطبيعة انفصاله عن الحياة فأنه لا يرى ولا يسمع أو يتأثر بأي شيء فيها، كذلك النفس حينما تموت عن الأهواء التي كانت تُحركها إرادياً لتُتمم شهوات الجسد، فأنها لا تعود تسمع في داخلها صوت أفكار الظلمة الخادشة والجارحة للنفس، كما أنها لا تسمع أيضاً ضجيج أرواح الظلمة بكونها أُنقذت من سلطان الظلمة ونُقلت إلى ملكوت ابن محبة الآب (كولوسي 1: 13)، وبذلك أصبحت تعيش وتحيا في مدينة نور اللاهوت بسر عمل الروح القدس داخلها، إذ يرفع عيونها حيث المسيح الرب جالس لتطلب ما فوق لا ما على الأرض، فينسكب عليها الغنى السماوي فتعمل أعمالها الروحية التي تليق بالله بقوة النعمة المنسكبة عليها من عند أبي الأنوار.
فطبيعة النفوس المقدسة هو الانقياد والسير بحسب روح المسيح،

الذي يمسك بزمام النفس ويقودها وفق مشيئة الله، إذ يشاء أحياناً أن يقودها في حرب روحية بقوة نصرة المسيح الرب لمدح مجد نعمة الله التي تعمل فيها، وأحياناً يرفعها بتأملات روحية عميقة لتشاهد مجد الابن الوحيد بسر فائق مجيد فتفرح وتتقوى جداً، وأحياناً يشاء أن تحيا في العالم بتدبير حسن وحكمة عُليا ليست من هذا الدهر تجعل الكل يتعجب فينجذب نحوها ليعرف سبب الحكمة التي فيها لأنه يشتهيها، وأحياناً يُظهر فيها قوة صبر الإيمان والرجاء الحي في الضيقات وتحمل آلام الزمان الحاضر، وأحياناً يُحركها لخدمة بنيان الكنيسة أو للكرازة بالتوبة والإيمان بالإنجيل، وهكذا الروح القدس يقود النفس كما شاء من أجل غاية تحقيق وتجسيد ملكوت الله وسط جيل شرير معوج يشتهي أن يرى مثال في عالمه الحاضر الواقعي لكي يعرف الله ويرجع إليه بالحب، وبذلك تصير النفس من شهود المسيح بغرض انتشار ملكوت الله حسب قصده الصالح.
لذلك علينا أن ننظر لأنفسنا جيداً ونفحصها

على ضوء ملكوت الله في نور الوصية المقدسة التي تتفق مع إنسانيتنا الجديدة في المسيح يسوع ربنا، فهل نحن حقاً حاصلين على الغنى السماوي، صادقين في المحبة (بحفظ الوصية) ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس المسيح (أفسس 4: 15)، نحيا تحت سلطان ملكه في عهد النعمة وحرية البنين، أم أننا مفلسين من الكنز السماوي وما زالت أهواء القلب المدنس تشدنا لأسفل لأنها هي مركز حياتنا، وطلباتنا كلها تخص حياة الجسد محصورين في العالم نحيا تحت سلطان الناموس مقيدين بضعفنا، أي نحيا منفصلين عن ملكوت الله غير منقادين بروحه ونحيا بكل حكمة إنسانية أرضية لا تصلح ولا تنفع كسيرة عطرة مقدسة مكتوبة في السماوات كأبناء لإبراهيم أب الإيمان.
عزيزي القارئ ينبغي علينا أن يكون لنا إحساس سريع

وتوجع بسبب فقرنا ولا نسير في الحياة بلا مبالاة مكتفين بأننا نمارس شكل الحياة الروحية الخارجية، والقلب ما زال مبتعداً بعيداً عن مُلك المسيح الذي أتى ليؤسس ملكوت الله داخلنا، لأن أن وجدنا علامات عدم الصحة الجسدية على ابناءنا فأننا فوراً وبلا تردد نذهب بهم للطبيب لئلا يتفشى المرض لأن الوضع خطير، هكذا ينبغي علينا حينما نفحص أنفسنا ونجد أننا مرضى بالخطايا والذنوب وما زالت الهواء هي المحرك الأساسي لسلوكنا، أو الكسل والتراخي الروحي ما يُميزنا، وأننا فقراء من نعمة الله ولا نشعر أو نحس بحضور الرب فينا، فلا ينبغي أن نتوانى أو نتأخر، بل نرفع أفكارنا سريعاً وفوراً إلى الرب إلهنا الصالح بالصلاة، ونسأله باستمرار خلاص نفوسنا، طالبين بإصرار أن يأتي إلينا ويملك على قلبنا طارداً الظلمة محققاً فينا ملكوته، بخلع جسم الخطايا ولبس الإنسان الجديد التي يتجدد كل يوم حسب صورة خالقة.
يقول القديس أنطونيوس الكبير:

[أجعلوا هذا الجسد الذي أنتم لابسونه مجمرة ترفعون فيها جميع أفكاركم ومشوراتكم الرديئة وتضعونها أمام الرب ليرفع قلوبكم إليه، وبسلطة العقل تطلبون منه أن ينعم عليكم بإتيان ناره غير الهيولانية (الغير مادية) من العُلا إليكم لتحرق كل ما في تلك المجمرة وتطهرها] (الرسالة السادسة للقديس الأنبا أنطونيوس – ص37)
ويقول القديس مقاريوس الكبير:

[الرب يرسل روحه الخفيف النشيط الصالح السماوي وبواسطته يخرج النفس التي غطست في مياه الإثم ويُصيرها خفيفة، ويرفعها على جناحه إلى أعلى السماء ويُغيرها من طبيعتها الأصلية تغييراً كاملاً] (عظة 44 للقديس مقاريوس الكبير ص233)
ونختتم هذا الجزء بالرسالة الأولى للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس:

[قبل كل شيء يا إخوتي، فأني أصلي من أجل بنيانكم في الأمور الغير مرئية "لأن التي تُرى وقتيه وأما التي لا تُرى فأبدية" (2كورنثوس 4: 18). ها أنا أرى أن أجسادكم هي من فوق وهي حية. لأن الإنسان إذا كان جسده حياً فإن الرب يعطيه ميراثاً ويحصيه مع "ورثة الرب" ويكافئه عن كل أعماله لأنه حرص على حفظ كل كيانه حياً ليُحصي في ميراث الرب.
لهذا أفرح بكم وبأجسادكم الحية. لأن الذي يموت جسده لا يُحصى إلى جانب الله بل يحسبه الله مجرماً ويقول عنه بلسان النبي مبيناً أن أجسادهم ميتة: "نادٍ بصوتٍ عالٍ، لا تُمسك. ارفع صوتك كبوق وأخبر شعبي بتعديهم وبيت يعقوب بخطاياهم، وإياي يطلبون يوماً فيوماً ويسرون بمعرفة طرقي كأمة عملت براً تترك قضاء إلهها. يسألوني عن أحكام البرّ. يقولون لماذا صمنا ولم تنظر. ذُللنا ولم تلاحظ" (إشعياء 58: 1 – 3)
فيجيبهم الرب قائلاً: "إنكم في يوم صومكم توجدون مسرة وبكل أشغالكم تُسخرون. ها أنكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشرّ. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم اختاره؟ يوماً يُذلل الإنسان فيه نفسه يحني كالأسلة (الحية) رأسه ويفرش تحته مسحاً ورماداً؟ هل تسمي هذا صوماً ويوماً مقبولاً للرب؟" (إشعياء 58: 3 – 5)
مثل هذا الجسد ميت. أما أنتم يا إخوتي الأحباء فلستم هكذا، بل أن أجسادكم حية. وها أنا أصلي حتى يحفظكم الله ولا يدع أجسادكم تتغير بل تنمو معكم وتزداد في النعمة والمسرة ومحبة الآخرين ومحبة الفقير وعمل الخير وفي كل ثمار القداسة، حتى تنطلقوا من هذا العالم إلى حيث يستقبلكم الرب في الموضوع الذي ليس فيه حزن أو فكر شرير، ولا مرض أو تعب، بل فرح وبهجة ومجد ونور أبدي، وفردوس وثمر لا يضمحل، يستقبلكم في مساكن الملائكة وفي "كنيسة أبكار مكتوبين في السماوات" (عبرانيين 12: 27) ومواعيد لا يُنطق بها.

هذا كتبته من أجل المحبة التي أحملها لكم وحتى أعزي قلوبكم. وهناك الكثير الذي كنت أود أو أكتبه إليكم ولكن "أعط حكيماً فيكون أوفر حكمة" (أمثال 9: 8).
ليت الله يحفظكم من هذا العالم الشرير حتى تكونوا أصحاء في الجسد والروح والنفس. وليته يعطيكم "فهماً في كل شيء" (2تيموثاوس 2: 7) لتنجوا من شرّ الأيام. أستودعكم يا أحبائي وإخوتي. تذكروا أن الجسد الميت يحدث للإنسان من محبة المجد الباطل والملذات] (عن كتاب رسائل القديس أموناس، العيد المئوي لكنيسة السيدة العذراء بالفجالة 1884 / 1984، تعريب: القمص متياس فريد؛ الشماس عزيز ناشد)
  رد مع اقتباس