[walaa farouk]

ايليا النبى الممسوح.. كان نارياً.. قوياً.. مُتصدراً المشهد.
لكن.. أختار ملك الملوك أن يُطعمه ســراً عن طريق أرملة

لا تملك سوى حفنة دقيق ودهنة زيت. كانت تلك المرأة هى ملاذه ومخبأه ومكان حمايته

. أرملة لم يعرف أحد أسمها.. وكأنها ممن أختاروا أن يصيروا بلا أسم!!

يبدو أن تلك الأرملة كان لديها مسحة مختلفة هى الأخرى..

وإلا لم يكن الرب يأتمنها على حياة أنبيائه. مسحة إطعام الأنبياء المُرهقين وأحتواء من ليس لهم أحد!!

تلك الأرملة لم تقدم له الطعام وحسب.. بل منحته ايضاً أن يكون عضواً فى عائلة!!

فنحن لا نعلم بدايات أيليا!! ولا من مسحه!! أو كيف صار نبياً..

فهو يقتحم المشهد فجأة.. ويبقى طول الوقت بلا أحد دائم معه.

. ثم تنتهى رحلته ويمضى وحده بطريقة عجيبة. كان مشهوراً جداً فى زمانه.. وكان بلا أنسان!!

هذا النبى الوحيد.. كان له السند فى أحد فترات حياته من تلك الأرملة.

لكن كيف أستطاع تجاوز أمور نفسية عديدة لتطعمه أرملة ضعيفه.. لا يعرفها؟

ايليا قبل ذات يوم أن يُطعمه غراب فى صحراء وحدته التى بلا أنسان..

وعلم أن الهه هو من يطعمه.. لذا لما أنتهى زمن الغراب لم يتعجب.

. وقبل أن يدخل لزمن الأرملة.. وكانت مرحلة مهمة فى حياته قبل أن يأتى بالنار من السماء!!
ومن يقبل أن يأكل من فم غراب.. لن يرفض ان يأكل من يد أرملة💖

ولا زال كل أيليا.. وجيل أيليا.. فى حاجة إلى أرملة.. بلا أسم.. تُطعمه فى الخفاء..

وتقبل الخسائر فى حياتها نتيجة وجوده... تمنحه دفء العائلة..

وتتركه يمضى فى الوقت المناسب ليستكمل رحلته ويتمم العمل الأعظم فى حياته.
أرملة.. دهنة زيتها تبدو ضئيلة.. لكنها أيضاً كانت.. أم..

أرملة تُخبرنا أنه حتى ايليا يحتاج لما هو أكثر من الطعام.. يحتاج أم.. أب.. عائلة.

ويبقى وعد الملك قائماً لكل أرملة ممسوحة فى الخفاء كأيليا..

كُوَّارَ الدَّقِيقِ لاَ يَفْرُغُ، وَكُوزَ الزَّيْتِ لاَ يَنْقُصُ