عرض مشاركة واحدة
قديم 19 - 07 - 2012, 08:17 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

عظة على يوم الدينونة الرهيب

للانبا شنودة رئيس المتوحدين


ما هو جزاء الذين يتجاسرون على عمل الشرور؟ معرفتهم رماد وحكمتهم ضلال، فبماذا يُجيبون في يوم الدينونة؟ أيقولون: «باسمك تنبّأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة» (مت7: 22)؟ لكنهم سيسمعون: «إني لم أعرفكم قط، اذهبوا عني» (مت7: 23). أَليس ذلك هو بسبب شرورهم التي يرتكبونها سرًّا دون أن يعلم أحدٌ بها إلاّ الله؟ فلنطرد عنا كل مكر قبل أن يدين الله الخفيات. عندما نمثل أمام محكمته، هل نستطيع أن نهرب من قوله: لا أعرفكم؟ إنه لا يقول عن الخطاة المعروفين؛ بل إنه يقول: «كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم ...»، ليس من الذين لا يعرفونه، بل من الذين يمجدون أنفسهم باسمه! لأن القش والزوان وما ينظر إليه الناس كأنه قمح في حين أنه قش، كلها معدّةً للنار. كثيرون سيقعون في يد الرب يسوع المسيح من الماكرين والمرائين الذين شبّههم بالقبور المبيضة، فهي جميلة من الخارج، أما داخلها فمملوء من كل نتانة ونجاسة.


ماذا يُجدي الاسم والزي بدون الطهارة؟ أين هي الثمار التي تليق بها؟ أعني الفضائل المسيحية التي تمجد الملك المسيح؟ لأن الأسماء والثياب والتيجان لا يصل بهرجها إلاّ إلى ساعة الموت فقط. فلا شيء منها يمكنه أن يُعيننا، لأننا نحن الذين نحمل الاسم والملبس سنرجع أمام الله قبل كل إنسان، وحتى الملوك وكل كائن من العظماء. لأنه كما أن الأغنياء، سواء كانوا أبرارًا أو أشرارًا، يتركون خيراتهم ويذهبون إما ليفوزوا برحمة الله لأنهم كانوا رحومين، أو ليحق عليهم العقاب لأنهم لم يكونوا محبين للناس.


هكذا نحن، فإننا سوف نتخلّى عن الاسم والزي، وإذا كنا قد عملنا ما يليق أثناء حملنا إياها فسوف نأخذ أجرًا، وإن كنا قد عملنا ما لا يجب فسوف يُحكَم علينا. ففي المكان الذي نتطلّع إليه لا يرتفع إنسان بسبب الاسم أو الزي، فالمرتفعون هم الذين ترفعهم أعمالهم الحسنة. أما إذا قلنا إنهم مرتفعون بالاسم، فإنما نقول ذلك لكي نُقنع أنفسنا. فإن كنا نكمل حياتنا حسنًا مثل كل الذين يصنعون إرادة الله، فإننا نكون مرتفعين بالأعمال مع الأنبياء والرسل وجميع القديسين. إنهم هم فقط الذين تمموا أعمالاً تميّزهم وسيكونون مطوّبين، أما الذين يهملون ما اؤتُمنوا عليه ويتممون ما هو مكروه وغير مسموح به فسيكونون ملعونين.


لا يوجد ملك ولا قوة ولا شخص ينتمي إلى الجنس البشري يحكم في السموات سوى الله ومسيحه الرب ملك السماء والأرض. والمستحقون بأعمالهم الصالحة سيملكون الحياة في الدهر الآتي. الذين ماتوا مع المسيح هم الذين سوف يحيون من جديد مع المسيح. الذين تألموا مع المسيح هم الذين سوف يمجَّدون معه.


الذين تألموا ليس بالاسم فحسب؛ بل أيضًا في الإيمان والأعمال وفي كل التجارب هم الذين سيكونون ملوكًا مع المسيح لا مساوين له لأنه إله وملك.



إذا كنا أولاد الملك المسيح فسنملك أيضًا معه. هل يوجد ملك أفضل ممن سوف يجد رحمةً أمام الرب يسوع وبالأخص الذين يرثون ملكوته؟ لأن مَنْ ذا الذي يرث ملكوت السموات دون أن يكون ملكًا؟ هل يملك أحدٌ إلاّ الذين ليس لهم سيد سوى المسيح يسوع وأبيه؟ هل يوجد ملكٌ آخر إلاّ الذي ينجو من الغضب الآتي؟ أيكون ملكٌ آخر إلاّ الذي ملك حياة الدهر الآتي؟


الإنسان يكون ملكًا ليس لأنه يرى وجه ملاك مسرورًا أو وجه قديس فحسب؛ بل لأنه يرى جابلنا وجهًا لوجه، الرب الملك المسيح وابن الملك. إنها أثمن رؤية، لأنه لا يوجد ملك خارجًا عن هناك، لأن الذين يستحقون أن يروه في مجده هم الذين سيتمجدون به. لكن مَنْ هم الذين سوف يصلون إلى هذه المراتب إلاّ الذين تجنّدوا في الخدمة العسكرية جنودًا للملك المسيح؟ لقد أخذوا درع الإيمان وذهبوا إلى المعركة. حاربوا كل إثم حتى لا يتسلّط عليهم. إنهم أحرار من عبودية الخطية، وهم الذين سيكونون أحرارًا من كل الآلام، أما عبيد النجاسة والشر فحالما يفصلهم الموت عنها تتسلّط عليهم كل الضيقات.


لماذا تمسّكنا بكل أعمال التقشُّف التي نتخذها على عاتقنا؟ لكي لا نجعل أنفسنا غرباء عن الله وعن مسيحه من أجل مسرة أو إغراء زائف أو شر. وإذا كان الله يحول وجهه عنا فلن ينفعنا شيء في حياتنا أو عند مثولنا أمام محكمته.

إذا كانت الخطية تجد موضعًا في أناس قبل النعمة أو التكريس، فهذا أمر هين، لأنه لا يصعب عليهم أن يتطهروا منها إذا تابوا. ولكن إذا كان الشر يتسلّط على الإنسان بعد التكريس والنعمة والاسم الذي دُعيَ به والمكان المقدس الذي سكن فيه، فيصعب عليه أن يهرب منه، وأصعب منه أن يهرب من غضب الله.


إنه يكون على شاكلة يهوذا الذي بعد أن دُعيَ رسولاً وبعد أن حُسب مع الأحد عشر رسولاً، وبعد أن أخذ الخبز دخله الشيطان ووضع في قلبه أن يسلِّم سيده، فحقّ عليه العقاب الأبدي هو والذين سلّم الرب يسوع إليهم، أي رؤساء الكهنة والكهنة وكل مَنْ وضع يده على الرب لكي يغتاله مثل الحيوانات المفترسة.
ألستُ أقول ذلك باختصار وأبكي على هؤلاء الأشقياء لأنهم الآن في العذاب وهم كارهون أنفسهم بالأكثر بسبب ما فعلوه، وقد لعنوا أنفسهم في عمى قلوبهم؟! وأتكلم أيضًا عن قلوبهم الدنسة والشباك التي ينصبونها التي هي تعاليمهم والأوامر التي أصدروها باحثين عن قتل الرب، لأنه يوجد شيء واحد ينصب به الصياد شباكه، إنه مكره. وهكذا يقول إرميا النبي: «ماذا وجد فيَّ آباؤكم من جور حتى ابتعدوا عني» (إر2: 5)؟ لأن بني إسرائيل ابتعدوا عن الله مرات كثيرة، مرةً بعبادة الأصنام، ومرةً أخرى بقتل القديسين، وأخيرًا وضعوا أيديهم على ملك الكون مظهرين شرهم وأفكار رؤسائهم الرديئة!


يتبع






  رد مع اقتباس