19 - 07 - 2012, 08:02 AM
|
رقم المشاركة : ( 25 )
|
† Admin Woman †
|
رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة
«اعزلوا الخبيث من بينكم» (1كو5: 13)
لقد ضل كثيرون بسبب كلمات لم يفهموها مثل «لا تدينوا فلا تُدانوا، لا تقضوا على أحد فلا يُقضَى عليكم» (لو6: 37)، أو لماذا تدين أخاك؟ إذا كان الشيطان أحيانًا يتخذ شكل إنسان رحيم يتملق الإخوة الذين يبكّتون الذين يفعلون الشر،
وإن كان هو أحيانًا يتحول إلى ملاك الله ويهدّد الذين يهتمون بطرد الأشرار من أماكنه؛ فالويل لشعب يجتهد رؤساؤه في عمل آخر ولا يمتحنون الأرواح، أعني الذين يخدعونكم بكلامهم عن الآباء النجسين ويناصرونهم قائلين إنه لا ينبغي أن نقلع جذورهم ونقتلعهم من الحدائق. ولنفرض أن الذي يكلمك ملاكٌ، فهل هو يعلّمك أكثر من الله؟ فيجب أن يُقصي النجسين والعصاة من هذه الأماكن، لأنهم لو كانوا قد أطاعوا لما قُبض عليهم في الفخ كما يفعل الصيادون.
أليس الذين بالدير كلهم في الأصل أحرارٌ؟ وإن كان فيه خمسة لصوص، ولا أقول عشرة، ألا يقولون إن البعض يمثل الكل؟ لأنه هل يطرد اللصوص غيرهم من اللصوص؟ وهل يجعل النجسون غيرهم من النجسين غرباء عنهم؟ وهل الشيطان يطرد شيطانًا من الأماكن المقدسة؟ وهل يُطارد الشياطين إنسانًا شريرًا؟ ولكن إذا طُرد عدو المسيح ومن يشبهه في شروره من هذه الأماكن المقدسة، فإن كلمة الحق بالحري ترذله قائلةً: وماذا كنتَ تفعل بينهم؟
وإنني أقول: إذا طرد إنسان بعض الناس من هذه الأديرة بدافع شخصي حتى ولو كانوا لم يتركوا شيئًا من الشر إلاّ واقترفوه، فإن الله يُلقيه خارجًا. مَنْ أراد أن ينجو من دينونة الله فليتعلّم أن يسلك هكذا بحسبه تعالى فقط. انظر ما فعله الرب يسوع عندما اتّقد غيرةً على بيته. إن الكتب تأمر ألاّ يستقر شريرٌ واحدٌ وسط جماعة، لا اثنين أو عشرة، خوفًا من أن يأتي اللوم على الكل.
ضع الزوان لينمو مكان الكرمة أو مكان الخضروات، فإنك تجده ينمو بكثرة. أيها الزارع الغبي، أيها الأحمق بين الزراع العقلاء، هل ترك راع قط خروفًا أو ماعزًا وسط القطيع أو في الحظيرة بعد أن ذُبح أو أهلكته الحيوانات المفترسة؟ لماذا لا يجب أن نجعل رجال الدماء والمكر غرباء عن أديرة الله، ليس بسبب شرورهم فحسب؛
ولكن حتى لا يبتعد الله عن الأديرة؟ ألا يُلام الشعب إذا ترك في وسطه أعداء العدالة والوصايا التي أُعطيت لنا؟ نسمع أن إنسانًا عوقب لأنه سرق قطعًا من الحطب، فلو تُرك كل واحد يفعل ما يريد أما كان الكثيرون يسرقون؟ وهل كان الحكام خالين من الشفقة في عقابهم للمخطئ بسبب قطع صغيرة من الحطب لا تصلح إلاّ للحريق؟ ألم يفعلوا ذلك من أجل أمر الله حتى لا يُحزن الله الجميع ويُهلكهم من أجل واحد؟ ولماذا لا يجب طرح بعض الناس خارجًا عن مجامع الله؟ إن التحدُّث بأعمالهم الكريهة لَهو ضربٌ من القيء لأنهم هيّأوا مائدةً للشياطين. إنهم يكونون ملعونين لأنهم رتبوا لهم ما يأكلونه معهم. فهل يسوغ أن يُترَكوا في أماكن القديسين؟
لو أن رقعةً رثةً باليةً كانت نافعةً لتبطين رداء جديد، أو أن رقعةً جديدةً نافعةً لرداء عتيق، لكان الناس الدنسون ذوي نفع في سكناهم مع الأطهار، ولَصحَّ سكن الأطهار مع الموبوئين. لماذا لا يُفصَل أبٌ طاهرٌ عن ابن نجس وابنٌ طاهرٌ عن أب موبوء؟ ولماذا لا تُفصَل أُمٌّ ذكية عن ابنة مخدوعة؟ إن كلام النبي الذي كان بالأمس يكون اليوم وكل الأيام إلى الانقضاء: هل هذا الحائط والذين ملّطوه (انظر حز13: 15) هم الذين ينصحون ويعلّمون ويعظون بأن يُترَك النجسون في أماكن الله، ويحاربون الذين يقولون بعدم وجوب تركهم ويشجعون من يتصرفون بالتهاون؟
يتبع
|
|
|
|