عرض مشاركة واحدة
قديم 19 - 07 - 2012, 08:01 AM   رقم المشاركة : ( 23 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة



العظة الخامسة
«الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله» (رو3: 23)

العالم كله أضحى رديئًا، والأرض كلها صارت تحت الخطية، والزوان نما، والزرع الصالح ليس فيه إلاّ التبن. وبسبب كون الأرض المأهولة سلّمت قلبها للخطية بكل قوتها لم يصبح القمح وحده هو الرديء، بل إن الكثير من الحبوب أيضًا دفعها الريح مع التبن، وبعضها جفّ قبل أن تظهر فيه البذور أو تبتدئ في الخصب.


يا لخسارة زمان حياتنا! لقد تقاعسنا عن الأعمال الصالحة. إننا نتفرق في أماكن العمل، ولكن كثيرين سوف يخزون حينما يأتي رب الحقل يسوع! مَنْ افتقر من المسيح غير الذين فعلوا الشرور؟ إن الأمم التي لا تعرفك يا رب تصير حقًا مثل الشوك المعدّ للحريق، والذين لُعنوا في أماكن السُكنى يكونون مثل شوكة مطروحة في الحقل، أُعدّوا للحريق في فمهم وفي أثوابهم وأينما وُجدوا. إننا في الحقيقة قد ابتعدنا عنك يا رب بشرورنا العديدة لأننا أخطأنا على مرأى منك لا على مرأى من البشر، وقد صارت الخطيئة معنا جسدًا واحدًا.


لكننا بالحقيقة لو نهضنا واقفين في مقادسك لَغمرْنا العالم بالصلاح والخيرات، خصوصًا إذا تناول كل واحد منا الأسرار مختبرًا ذاته، حينئذ لا يدركنا شيء البتة. وإذا أدركت المصائب الأرض أيضًا فإن ذلك يكون بسببنا، لأننا لو عملنا ما يريده الله لارتدّ عن غضبه، وذلك حينما يتّقد سخطه مثل النار ويتضاعف عندما يمحو كفر الناس المعطلين. وكيف يلطِّف الله من سخط غضبه؟ إننا إذا لم نحاكم أنفسنا بهذه الأقوال وإذا لم نعمل بها فإنها تكون دينونةً لنا لا تعزية.


الويل لنا لأنه منحنا إحساناته فعصيناه! إننا عصاة في نظر مَنْ تنتسب إليه الأرض كلها مع سكانها، في نظر يسوع المسيح. إن العالم لم يعرف المسيح، فقد عرف العالم ذاك الغريب عنه ولم يعرف خالقه. لقد عصى الإنسان على الذي خلقه وخلق العالم وكل ما فيه. لقد قال الرب: «خرافي تسمع صوتي» (يو10: 27)، فإننا نحن الذين حرمنا أنفسنا منه. وما هي خرافه إلاّ أولاده؟! ومن هو الغريب سوى إبليس؟


فيلزمنا أن نتبع كلنا صوت المسيح ونرفض الإصغاء إلى صوت المهلك اللص حتى لا نسمع ما يخاطب الرب به الناس: «لا أعرفكم من أين أنتم، تباعدوا عني» (لو13: 27)، هؤلاء الذين كانوا مساكن للشيطان، لأنهم تغافلوا عما يجب أن يفعلوه، لأنهم لم يناولوه لكي يأكل ويشرب، لأنهم لم يتقدموا إليه بزيت .. أما نحن الذين ننطق باسم الله، فإن كانت فظائعنا مختفية عن الناس فإنها مكشوفة لله.


يتبع
  رد مع اقتباس