عرض مشاركة واحدة
قديم 19 - 07 - 2012, 07:57 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن سيرة القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين ومعجزاتة وتعاليمة

العظة الثانية
«هوذا زوبعة الرب تخرج بغضب، نوءٌ جارفٌ، على رأس الأشرار يثور» (إر30: 23).
لقد حلّت الكارثة على الذين لم يتفكّروا في أن الإنسان هو هيكل لله. إذن، فماذا يحدث لمن ينجسونه رغم أنهم سمعوا وعلموا أن الإنسان ما هو إلاّ جسدٌ واحدٌ في المسيح (1كو12: 27)، وأيضًا أننا نحن أعضاء جسمه (أف5: 30). كما قيل إن كل واحد منا عضو فيه، فنحن وزملاؤنا أعضاء، وأنت تقول لأحد أعضائك: يا ابني، ويا أخي، وتقول المرأة لقريبتها: يا أختي، وتقول الأُمّ لابنتها: أنت ابنتي؛ فلماذا لا تخجلون أن تخطئوا ضد أنفسكم؟ ألا تخافون؟
أما تستحون أمام المسيح أن تجعلوا من أعضائه أعضاء زانية بينما أن أعضاءه هي أعضاؤك؟ كيف لا تخجلون من أن تجعلوا أعضاء أولادكم وبناتكم وإخوتكم أعضاء خطيئة (انظر رو1: 26و27). لقد قلتُ وأقول أيضًا إنه من الكفر أن نجعل الإنسان يكشف ما ليس له أن يكشفه وأشدّ منه حينما يقول: لا يوجد مَنْ يعرف.
يوجد إخوة يكرهون التعليم في حين أنه يوجد مَنْ يحبونه. مَنْ يكره التعليم هو مَنْ يكره أولاً مصدره، لأنه مَنْ ذا الذي يحب التعليم ولا يحب أولاً مَنْ يعلِّمه إياه؟
إن الدينونة معلَنة وأيضًا المجازاة والانتقام. لأنه مثل إنسان يرى حجرًا تدحرج من مكان مرتفع، فإذا وجد أناسًا جالسين في مكان سفلي يصرخ بكل قوته: ابتعدوا ولا تقفوا هناك! فمَنْ يسمع يخلص ومَنْ لا يسمع يسحقه الحجر الذي يسقط عليه. وهكذا، فإن اللعنة المذكورة في الكتاب وسُخط الرب وغضبه تدرك كلها كل إنسان يتغافل عن هذه الأمور لأنه لم يُصغ لصوت الله!
الذين يدنسون الهياكل المقدسة ويحتقرونها يستحقون العقوبات، ومن أين لهم أن ينجوا من لعنة وغضب سخط الله؟! إنهم يُسلَّمون إلى أمكنة شهواتهم ومساكن الشياطين. فكأن امرأة ظهرت أمام زوجها كصانعة خير ولكنها فعلت الشرور، وبدلاً من أن تتزكّى في ذلك المكان دنست نفسها. أتُرى المرأة تختفي من زوجها أو الولد يختفي من أبيه أو الإنسان يختفي من جاره؟ فلو كنتِ أيتها النفس الممقوتة تختفين من الذي خلقك، أو إذا اطلع أحدٌ على نجاستك فكيف تتصرفين؟ هل تجتهدين في شيء آخر سوى تكذيب ذاتك؟ لأنك تصبحين ذاتًا واحدةً مع الشر كما هو مكتوب: «كذب الظلم لذاته» (مز27: 12الترجمة القبطية).
فبدلاً من أن يمتلئ أمثال هؤلاء من روح مخافة الرب كما هو مكتوب، امتلأوا من روح الوقاحة والنفاق. والرب يسوع لا يفعل معهم شيئًا إلاّ أن يمحو اسمهم وذكرهم من بين الناس الذين يسكنون معهم حين يشاهد بيته قد فقد طهارته، لأنه إذا وجد أناسًا قد جعلوا أماكن الله غريبةً بسبب إثمهم؛ فإن آخرين أيضًا قد غمرهم بنعمته بسبب براءتهم. وهو لا يهمل أماكنه بسبب وجود الأعداء، وذلك بسبب الصديقين الساكنين فيها ولو كان الأعداء مختلطين بهم.
حقًا إن اللعنة تحلّ على الرجل والمرأة أيضًا عندما يقولان إننا لبسنا المسيح (غل3: 27) وقد لبسنا درع الإيمان (1تس5: 8)، وهم منغمسون في الأمور الممقوتة، ولا يهربون أبدًا مما قاله النبي في محاربة المرائين في كل زمان، فهو يشجبهم بقوله: «إنهم أضلّوا شعبي ... واحدٌ منهم يبني حائطًا وها هم يملّطونه (أي يبيّضونه) بالطفال ... إنه يسقط» (حز13: 1و11). معروفٌ هو هذا البناء ومعروفٌ أيضًا هذا التبييض أنه يعني الذين يرتكبون الخطايا بافتخار. إنهم يتفقون مع الذي يُبغضه الله حين يقول إن الحائط يستقيم قائمًا، ولكن الله قال إنه يسقط. قال للذين يبيّضون إنه يسقط بعكس ما قالوه هم. فقد قال: «أهدم الحائط الذي ملّطتموه بالطفال وألصقه بالأرض وينكشف أساسه فيسقط» (حز13: 14). إنه يسقط ليس على ذاته فحسب؛ بل على الذين بيّضوه أيضًا، كبيت يهبط على بيوت أخرى فينجم عن ذلك هبوطها ويعمّ الخراب على الكل!
أين الآن تبييضك أيها الحائط وما هي منفعة الذين بيّضوك؟ انظروا عطب الأرض والمثالب التي انهالت على الفلاحين الذين حرثوها حين تركوا الزوان وسط القمح حيث قال: «دعوهما ينميان كلاهما معًا إلى (وقت) الحصاد» (مت13: 30).

يتبع



  رد مع اقتباس